مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك واتفهم موقفك، ولكن لابد أن أوضح لك أن مثل هذه الأوضاع الأسرية والعاطفية الكارثية موجودة وستظل لدى البعض منا في هذا المجتمع، وطبيعي أن تكون تأثيراتها سلبية عليك كفتاة والفارق بينك وبين أخريات هو التعامل مع هذه الظروف الصعبة.
غالبًا يكون الحل الأسهل، الأقرب للتفكير ولما ما حدث من تشوه في الشخصية بفعل البقاء طويلًا تحت سيطرة أسرة مسيئة ومتخبطة هو البحث عن منقذ والمكث في دور الضحية طويلًا، ثم النتيجة المتوقعة والطبيعية وهي اختفاء المنقذ، لا لشيء سوى أن الاختيار منذ البداية كان خاطئًا ووفق حالة غير مؤهلة اصلًا لاختيار جيد وصحي لشريك الحياة.
الوعي بالذات يمنحها امكانية اتخاذ قرار نفسي واعي أيضًا، وبدون ذلك لا يحدث سوى الكوارث!
ما حدث معك أنك بقيت غارقة في مشاعر الضحية لهذه الأسرة، وهذه بوابة دخول الصيادين والمسيئين والمؤذين من تظنين أنهم "منقذون" فتتكرر المأساة، والأذى، وتصبحين ضحية مرة أخرى ولكن هذه المرة لعلاقة عاطفية سامة.
القرار السليم والصحي والواعي يا عزيزتي ما تحتاجين إليه هو ألا تكوني ضحية لأحد أيًا كان ولا تنتظرين منقذًا بل تنطلقين بنفسك لانقاذ نفسك ووقف سيل الأذى والاساءات وعدم السماح بحدوثها.
مرة أخرى أكرر أنني متعاطفة معك تمامًا ومقدرة لمشاعرك تمامًا أيضًا، ولكن لا حل سوى بإفاقة حقيقية ووعي ويقظة وإدراك لخطورة ما أنت فيه وبصدده.
طريقة التفكير هذه ما تحتاجينه، ويعوقها طريقة تفكير مسيطرة لديك نتيجة ما تم تربيتك عليه وما تم إلقاؤه داخلك من تصورات عن نفسك أنك ضحية وعاجزة وقليلة الحيلة.
لذا فالمطلوب هو تغيير طريقة تفكيرك وتصوراتك عن نفسك وشعورك بالاستحقاق، وذلك بالسير في رحلة تغيير، ووعي، ونضج نفسي، وقرب من الذات، وتفهم ومعرفة وحب وتقدير واحترام لها.
هذا هو الحل يا عزيزتي، والكف عن التعاون مع اساءات الماضي الوالدية والحاضر القريب العاطفية والتآمر معها على نفسك، بتصديقها والسماح بسيطرتها على تفكيرك ومشاعرك!
فعلى سبيل المثال، تجاهلك لإساءات خطيبك كان تآمرًا على نفسك، وكذلك عدم مواجهتك له، ورفضك للإساءة وسوء المعاملة، وتحملك لما هو فوق طاقتك، إلخ.
والآن، سارعي لتضميد جراحك كلها السابقة والتعافي منها لترقد في سلام كما الموتى في صندوق الماضي وعندها يمكنك اغلاقه جيدًا، بدون انتكاسة، وهذا ممكن بمساعدة متخصصة نفسية ماهرة وثقة، وبعدها ستجدين أن حياتك افضل مع نسختك الجديدة الأفضل، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.