أخبار

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تعرف خروج الكلام من القلب دون غيره؟

"لا يكلف نفسًا إلا وسعها".. تقصير الأبناء متى لا يكون عقوقًا للوالدين؟

أترضاه لأمك؟.. ماذا نفعل مع شواذ الأخلاق وخوارج الفطرة؟

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

العفو من شيم الصالحين.. كيف أتخلق به؟

أتذكر المعصية بعدما تبت منها.. كيف أحفظ خواطري؟

تعرف على منزلة النية وأثرها في قبول الأعمال

8أسباب تعينك علي الخشوع في الصلاة ..فهم الآيات وتدبر معانيها من شروط صحتها

بقلم | علي الكومي | الجمعة 15 سبتمبر 2023 - 10:03 ص

يعرف الفقهاء الخشوع في الصلاة بأنه  قيام القلب بين يدي الربّ بالخضوع والذل، وقيل: تذلل القلوب لعلام الغيوب، وبالمختصر هو هيئةٌ في النفس، يظهر منها في الجوارح سكون وتواضع ذكر الله وقد ربط الله في كتابه العزيز بين المؤمنين،وبين الخشوع في الصلاة  في قوله تعالي: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ"،"المؤمنون " في تأكيد علي ما للخشوع في الصلاة من مقام رفيع

ومن المعلوم أن للخشوع في الصلاة هيئة محددة ومنها وأن يقف العبد بين يدي ربِّه بجسده وبقلبه، وأن يكون قلبه حاضراً لكلِّ قولٍ أو فعلٍ، ومدركاً لكلِّ آيةٍ يقرؤها في الصَّلاة، وفاهماً لكلِّ حركةٍ وسكنةٍ فيها لا يعاني من أي ارتباطات خارجية تحول بينه وبين تحقيق الخشوع بشكل تام

كيفية الخشوع في الصلاة

ومن هنا فإذا رغب العبد المؤمن في الصلاة بخشوع فعليه  أن يستشعر أنَّه بحاجة إلي خالقه، فيتجلَّى من خشوعه إقراره بربويَّة الخالق وألوهيَّته، والخشوع يكون في القلب، ويظهر أثره على الجوارح، فتكون صلاة العبد كاملةً مقبولةً بإذن الله -تعالى-.وكذلك لابد لتحقيق الخشوع في الصلاة من  استحضار الوقوف بين يدي الله إنَّ ممَّا يعين المسلم على الخشوع في صلاته أن يتذكَّر أنَّه بين يدي خالقٍ عظيمٍ، فبمجرَّد رفع المصلِّي يديه لتكبيرة الإحرام وجب أن يستحضر الخضوع والإذعان والاستلام التامَّ لله -تعالى-، فيترك كلُّ ما يشغل قلبه من أمور الدُّنيا فهو في حضرة الخالق العظيم.

ثالث الأشياء التي ينبغي للعبد المؤمن القيام بها لتحقيق الخشوع في الصلاة  تتمثل في تذكر المصلي أنه  أن لو كان بين رجلٍ ذا شأنٍ في الدُّنيا أو أمام ملكٍ من ملوك الأرض فإنَّه يقف بكلِّ تذلُّلٍ، فكيف تسوِّل له نفسه أن يقف بين ملك الملوك وهو غائب الذِّهن شارد العقل.

ومن المثير حقا الربط بين الخشوع في الصلاة وأداء الصلاة علي وقتها إنَّ حرص المصلِّي على إقامة الصَّلاة على أتمِّ وجهٍ وحرصه على المسارعة لأدائها في أوَّل وقتها؛ مُعينٌ له على الخشوع في الصَّلاة والتَّدبُّر فيها؛ لأنَّ الصَّلاة في وقتها علامةٌ على محبَّة العبد لله -تعالى- ومسارعته للقائه والاتِّصال به، في حين أنَّ من يتركها إلى آخر وقتها منشغلاً في دنياه، فلا يدلُّ ذلك إلَّا على غفلةٍ عظيمةٍ، وإنَّ المعجِّل في أداء صلاته لينال بذلك أجوراً عظيمة من أجر الصَّلاة على وقتها، إلى أجر الخشوع فيها.

ولا يغيب عن آداب الصلاة لدي العبد المؤمن أن يلتزم  تدبر آيات القرآن في الصلاة ممَّا يجلب الخشوع في الصَّلاة ويُعين على ذلك التَّدبُّر العميق لآيات القرآن الكريم؛ من آيات سورة الفاتحة، وآيات السُّور التي تُقرأ بعدها، وذلك عندما يتمعَّن المسلم معنى كلِّ آيةٍ يمرُّ بها، فيمرُّ بآيات الوعيد وآيات الجزاء، وقصص الأنبياء، وآيات تنزيه الخالق، وغيرها، فتترسَّخ في قلبه معاني جليلة وقيم نبيلة.

الصلاة وتدبر آيات القرآن 

الله سبحانه وتعالي شدد في آياته الكريمة  على وجوب فهم آيات القرآن والتَّدبُّر فيها بعمق في مواضع كثيرة سواءً في الصّلاة أو في خارجها، قال الله -تعالى-: "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً".

ومن الأمور المعينة علي  الخشوع في الصلاة  أن يحرص المصلِّي إضافة لتدبُّر الآيات أن يحاول جاهداً على ترتيل الآيات وتجويدها، والتَّوقُّف عند كلِّ ما يزيد من الخشوع، كأدائه سجدة التّلاوة وما شابه.

ولا تقف الأمور المعينة علي الخشوع في الصلاة التأني بل أن  الطَّمأنينة في الصَّلاة تعد شرطاً لصحَّة قبول الصَّلاة، ويراد بها أن يتمهَّل في أدائها، وأن يعطي كلَّ ركنٍ حقَّه، فيقف مطمئناً في وقوفه، ويركع مطمئناً في ركوعه، ويسجد مطمئناً في سجوده، والطَّمأنينة في الصَّلاة و السُّكون والتَّأنِّي فيها سببٌ رئيسيٌ للخشوع في الصَّلاة، بينما العجلة في الصَّلاة تكون سبباً في ذهاب الخشوع وإفساد الصَّلاة، فلا يدري المصلِّي كيف صلَّى، وكم صلَّى، وماذا قرأ فيها.

ومن الضروري هنا الإشارة إلي أن   رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-  قد نهي عددا من  الصحابة  رضوان الله عليهم عندما رآه مسرعاً فيها فطلب منه أن يرجع ليصلِّيها مرَّةً أخرى، كما نهى عن ذلك في قوله: "تِلكَ صَلَاةُ المُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حتَّى إذَا كَانَتْ بيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إلَّا قَلِيلًا" فشبَّه المسرع في صلاته كأنَّه ينقرها نقر الدِّيك، ولا يتأنَّى في ذكر الله فيها ويعطيها حقَّها.

كما يجب علي العبد المؤمن وإمعانا في تحقيق الخشوع في الصلاة التضرع إلي الله وسؤاله  الخشوع في الصلاة إنَّ ممَّا لا يجهله المسلم أنَّ الدُّعاء مشروعٌ للمسلم ليطلب من الله -تعالى- العون في سائر أموره الدُّنيويَّة والأخرويَّة، ومن ذلك يستحبُّ للمسلم أن يلهج إلى الله -تعالى- بالدُّعاء الخالص على أن يعينه على الخشوع في الصَّلاة، وعلى تأديتها بشكلٍ صحيحٍ دون نقصٍ فيها،

الطمأنينة في الصلاة

ومن المهم لتحقيق الخشوع في الصلاة ترك التحرك والالتفات إذا أراد المصلِّي أن تكون صلاته خاشعةً وجب عليه أن تسكن جوارحه، وأن يُقلِّل من الحركات التي ليست من أصل الصَّلاة، كقضم الأظافر وحكِّ الرأس وما شابه؛ لأنَّ السكون الجسديَّ مدعاةٌ للخشوع،

بل أن عدد من الفقهاء شدد علي ضرورة الهدوء والثبات في الصلاة للتأكيد علي أن ّ كثرة الحركة في الصَّلاة قد تبطلها؛ لأنَّ المصلِّي ابتعد عن مقصد الصَّلاة الأساسيِّ وهو التَّذلُّل بين يدي الخالق.

بل أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يكثر من توصية  أصحابه إذا أقبلوا على الصَّلاة أن يُؤدُّوها وكأنَّها الصَّلاة الأخيرة، لما يشكل ذلك من محفز علي التدبر في الصلاة  والإقبال علي الخالق ؛ كون شعور المصلّي بدنوّ الأجل واقتراب  الآخرة يشعل  في نفسه الخوف فيؤدي الصلاة بتدبر وخشوع كأنها الأخيرة في حياته .]



الكلمات المفتاحية

الصلاة الخشوع الخشوع في الصلاة كيفية الخشوع في الصلاة اسباب تعين علي الخشوع

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled من المعلوم أن للخشوع في الصلاة هيئة محددة ومنها وأن يقف العبد بين يدي ربِّه بجسده وبقلبه، وأن يكون قلبه حاضراً لكلِّ قولٍ أو فعلٍ، ومدركاً لكلِّ آيةٍ