الغالبية منا حينما يصحو من نومه، ربما يفكر في الذهاب إلى الحمام، ويغسل وجهه، أو يفكر في الإفطار، لكن من منا حينما يصحو من نومه يمسح بيديه عن وجهه؟.
لكن ما الفائدة من ذلك؟.. الفائدة أن الشيطان يكون موجودًا أعلى الرأس، فإذا مسح العبد عن رأسه متمتمًا ببعض من الذكر الحكيم والتسبيح، فإن الشيطان يهرب فارًا بعيدًا طوال اليوم عنك.
وفي ذلك يقول ابن عباس رضي الله عنهما: «استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح النوم عن وجهه بيديه»، ولذلك من السنن المهجورة التي نسيها كثير من الناس هي مسح الوجه بعد الاستيقاظ من النوم، وقد أثبت العلم الفوائد العديدة لهذا الفعل، ولكن نبينا عليه الصلاة والسلام سبقهم لذلك، فالحمد لله على نعمة الإسلام.
سنة مهجورة
إحياء السنن النبوية من تمام رضا الله عن العبد، فعند الإمام ابن ماجه بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا، ومن ابتدع بدعة فعمل بها كان عليه أوزار من عمل بها لا ينقص من أوزار من عمل بها شيئا».
وأما فيما يتعلق بمسح الوجه، فقد ورد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي خالته، قال : فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح النوم عن وجهه بيديه، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي، فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي، وأخذ بيده اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح.
اقرأ أيضا:
أقسم به وفضله على غيره.. أسرار وثواب وفضل يوم عرفة ولماذا اختاره الله للحج الأعظم؟التخلص من الكسل
وشرع الإسلام الحنيف، مسح الوجه باليدين بعد الدعاء، فقد ورد أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم إذا رفع يديه بالدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه، وثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من النوم جعل يمسح النوم عن وجهه، ولعل ذلك يكسب نشاطًا ويذهب الكسل ويقوي على العبادة، ومن ثمّ فإن الاقتداء بسنة خير الآنام محمد صلى الله عليه وسلم، إنما هو الفوز الأعظم لاشك.
فعلى كل مسلم أن يلتزم بما جاء به نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم، تأسيًا به، وسيرًا على خطاه، ليفوز بما لا يمكن أن يفوز به غيره.