حيل الشيطان عديدة، ولا تتوقف أبدًا، وبأمور لا يتصورها الإنسان، ومن هذه الحيل أنه يدخل لك من باب (إرادة الله نافذة، فلمّ العمل طالما كل شيء مقدر، وما فائدة العمل الذي أفعله طالما أن الله بيده كل شيء)؟.
يقول تعالى: «سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكْنَا وَلَآ ءَابَآؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَىْءٍۢ ۚ »، وهنا ترى الله عز وجل يرد عليهم بقوله في آخر الآية «إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ».
إذن طالما أن كل شيء مقدر سلفًا، فلمّ العمل، هكذا يدخل لك الشيطان، فيقلل مما تفعل، ويتركك أسير أسئلة لا إجابات لها، بينما هو يصل لهدفه في أن يبعدك عن طريق الله عز وجل، خصوصًا أن الإيمان بالقضاء والقدر من أساسيات الإسلام، لكن هذا لا ينفي أبدًا العمل تحقيقًا لأوامر الله عز وجل ورسوله الأكرم صلى الله عليه وسلم.
لا إسلام بلا عمل
العمل ضروري، لأنه مما أمر الله به المسلم، فلا إسلام دون عمل وصلاة وصدقة وزكاة وحج، ومعاملة طيب لجميع الناس، وحتى مع نزول القضاء والقدر واليقين فيه، والرضا به، فإن العمل بالدعاء قد يغيره، وبالرغم من أنه مكتوب إلا أنه يمكن أن تمحى هذه الأقدار وتتغير حسب أعمالك، قال تعالى يؤكد ذلك: «يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ».
فالشيطان ترتكز معركته مع الإنسان على استدراجه بعيدًا عن طريق الله، إلى طرق أخرى يزينها ويزخرفها، توصل في النهاية، إلى أن تكون الطاعة لغير الله، قال تعالى: « أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ » (يس: 60)، لكن الذين سلكوا طريقَ الله من البداية واختاروا العبودية لله، فأولئك هم الذين قال الله فيهم: « إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ » (الحجر: 42).
اقرأ أيضا:
أقسم به وفضله على غيره.. أسرار وثواب وفضل يوم عرفة ولماذا اختاره الله للحج الأعظم؟حيل الشيطان ضعيفة
مهما كانت حيل الشيطان وزينته، فإنها ضعيفة أمام قوة الإيمان واليقين في الله عز وجل، فهذا الإيمان هو الصخرة التي تتحطم عليها كل مخططات الشيطان مهما كانت، ذلك أن الله يحمي عباده، قال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ» (الحج 38).
فعلى المسلم أن يعي تمامًا أن هذا هو العدو الذي حذرنا الله منه في كتابه: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ » (النور: 21)، فلنبتعد عن طريقه ومكائده، ونتبع طريق الله عز وجل، لأن فيه الخلاص والنجاة لاشك، حتى لا نكون ممن قال الله فيهم: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا » (الكهف: 103، 104).