كيف وصل الحال ببيتك؟.. هل جعلته جنة من جِنان الله في أرضه، وما ذلك إلا بالتأكيد بأن يكون محطة متكاملة لقراءة القرآن، سواء عبر قراءتك أو قراءة أهل بيتك للقرآن، أو بسماعه عبر الإذاعة أو التلفاز، أم أنك أهملته وأصبح مجرد مقبرة لا يسمع فيها ولا همسًا، أما تذكر كيف نهى نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، عن ذلك.

عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ. إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ»، أي لا تجعلوا بيوتكم خالية عن الذكر والطاعة فتكون كالمقابر، وتكونون كالموتى فيها، فانظر ماذا كان بيتك، جنة أم مقبرة؟.

أنر بيتك

أنر بيتك بنور القرآن، فقد قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : «نوروا بيوتكم بتلاوة القرآن ولا تتخذوها قبورا كما فعلت اليهود والنصارى صلوا في الكنائس والبيع وعطلوا بيوتهم فإن البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره واتسع أهله وأضاء لأهل السماء كما تضيء ء نجوم السماء لأهل الدنيا»، وعنه صلى الله عليه وسلم، أنه قال : «إن البيت إذا كان فيه المرء المسلم يتلو القرآن يتراءاه أهل السماء كما يتراءى لأهل الدنيا الكوكب الدري في السماء».

فكيف بك عزيزي المسلم، يصل نورك إلى عنان السماء، وتمتنع عن ذلك؟.. أما تدري أن الله بذاته العليا يؤيدك بنصره ونوره إذا التزمت بذلك؟.. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم فإنها تعمر بالقراءة، وتعمر بالذكر والصلاة».

اقرأ أيضا:

لا يغرنك شكله وعبادته.. فقد يفجر بك عند الخصومة

منازل خالية

أما إذا كانت المنازل خالية من الناس، فقد نهى بعض العلماء عن ترك الإذاعة على قراءة القرآن الكريم دون مستمع، مستشهدين بقوله تعالى: «وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» (الأعراف 204)، أما الاستماع للقرآن وق العمل فهو جائز طالما لا يشغل الناس عن عملهم، وتلاوة القرآن بركة في الأولى والآخرة.

عن سيدنا أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله أوصني . قال :«عليك بتقوى الله ؛ فإنه رأس الأمرِ كلِّه» . قلت : يا رسول الله زدني . قال :«عليك بتلاوة القرآن ؛ فإنه نور لك في الأرض ، وذخر لك في السماء » وقال ابن عباس رضي الله عنهما : «ضمن الله لمن اتبع القرآن ألا يضل في الدنيا ولا يشقي في الآخرة ثم تلا قوله تعالى: قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ» (طه 123).