ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر، فقال: «اتقي الله، واصبري» قالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي، - ولم تعرفه -، فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم، فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى» رواه البخاري.
من أكثر ما يميز العبد الصابر عن غيره، الثبات عند المصيبة والصبر على الإبتلاء، فهي من شيم المؤمنين والمؤمنات، وليس معنى ذلك إنكار البلاء بل الرضا التام بها، والله سبحانة وتعالى عند ظن عبده بيه، فيضع المؤمن في ابتلاء حتى يرجع إليه ويدعوا له فيستجيب ويرفع عنه البلاء ويرد المصائب، ويحل له كل عسير، فكان الرسل إذا وقعوا في ابتلاء أو مصيبة يدعون الله عز وجل ، فسيدنا نوح عليه السلام دعا الله عندما وقع عليه ابتلاء من أهله قال تعالى: وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ {الأنبياء:76}.
وكذلك سيدنا أيوب، قال تعالى: "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ {الأنبياء:84}.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: " تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء". رواه البخاري.
ماذا تدعو عند نزول المصيبة؟
الدعاء بقول سيدنا يونس وهو في بطن الحوت ” لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ” .
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك. رواه مسلم.
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا.
يا الله أوهبنا الصبر وأتم علينا نعمة الإيمان وتوفنا ونحن مسلمين.
يارب ثبت أقدمنا وأرفع عنا البلاء والمصائب يارب العالمين.
الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.
يارب هون عليا مصيبتي، لا حول ولا قوة الإ بالله العلي العظيم، وإنا لله إنا إليه راجعون.
اللهم أني عبدك وابن عبدك ناصيتي بيدك ماضي في حكمك، عدل في قضائك، استغفرك يالله واتوب إليك.
يارب أني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تنور لي طريقي وترفع عني غضبك.
اللهمّ إنّي أشكو إليك ضعف قوّتي، وقلّة حيلتي وهواني على النّاس يا أرحم الراحمين،أنت ربّ المستضعفين، وأنت ربّي إلى من تكلني إلى بعيدٍ يتجهّمني أم إلى عدوٍّ ملكته أمري،إن لم يكن بك غضبٌ عليّ فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت به الظّلمات،وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة من أن يحلّ بي غضبك، أو يحلّ عليّ سخطك، لك العتبى حتّى ترضى ولا حول ولا قوّة إلّا بك).
اللهمّ إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك وفجاءة نقمتك، وتحوّل عافيتك وجميع سخطك.
اقرأ أيضا:
ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء