كثيرون من الناس في أيامنا هذه يشتكون من ضيق في الرزق، وعلى الرغم من أنهم قد يجتهدون في أعمالهم، إلا أنهم يغفلون عن أمور لو فعلوها لزاد الله عز وجل أرزاقهم فورًا، ولمّ لا وهو الرزاق ذو القوة المتين، الذي وعد ولن يخلف وعده أبدًا: «وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ » (الذاريات: 22، 23).
لكن علينا الاجتهاد أكثر في التقرب من الله بشتى الأساليب الممكنة التي تزيد من أرزاقنا، ومنها أن نكثر من ترديد قوله تعالى: وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ.وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَا آتَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللّهِ رَاغِبُونَ» (التوبة 58 :59)، فكم من لجأ إليه ولم يرده أبدًا، ذلك أنه الله القوي الذي يقول للشيء كن فيكون، وإنما أمره بين الكاف والنون.
إذا ضاق الرزق
إذا ضاق عليك الرزق، قل: (حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون)، فالآية السابقة ربما ليست بدعاء، وإنما هي إخبار عن حال بعض المنافقين الذين همهم الدنيا فيرضون إذا منحهم الله منها شيئًا، ويسخطون إذا لم يُعطوا، فأرشدوا إلى الرضا بما آتاهم الله وجعل رسوله صلى الله عليه وسلم سببًا في ذلك، كما قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم في الحديث: «إنما أنا قاسم والله يعطي».
وكأن من يحتسب بالله فإنه إما يرفع عنه ضر أو يرزقه الخير كله، تأكيدًا لقوله تعالى: «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» (آل عمران:173)، لذلك كان من دعاء النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار».
اقرأ أيضا:
لماذا نفرح بانتهاء شهر رمضان وقدوم العيد؟ (الشعراوي يجيب)مفاتيح الرزق
إذن مفاتيح الرزق في الاستعانة بالله عز وجل، وباللجوء إليه، ذلك أنه مالك كل شيء، وله أن يعطي ما يشاء أينما ومتى شاء سبحانه وتعالى، فجعل من أسباب زيادة الرزق أن تيسر على معسر، إذ قال الله تعالى: « ومَا أَنفَقْتُمْ مّن شيء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ » (سورة سبأ: 39)، وأن تطيل في الاستغفار، تأكيدًا لقوله تعالى: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) » ( نوح).
أيضًا من أراد الرزق فإياه أن ينسى الضعفاء والمساكين، ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقول: «أبغوني في ضعفائكم، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم».. أيضًا لو ضاقت في أرض اهجر إلى غيرها، قال تعالى: « ومَن يُهَاجِرْ في سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ في الأرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وسَعَةً » (سورة النساء: 100).