ورد في فضل وثواب وخصوصية يوم الجمعة الكثير من الأحاديث، فيوم الجمعة هو أفضل الأيام بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم, وفيه أدخل الجنة, وفيه أخرج منها, ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة. رواه مسلم في صحيحه.
الصلاة على النبي يوم الجمعة:
ومن هذا ما رد في فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة فقد قال صلى الله عليه وسلم: فعن أوس بن أوس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ ﷺ: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي) فقالوا: يا رَسُول اللَّهِ وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أَرِمْت (قال: يقول بَلِيْتَ) قال: (إن اللَّه حرم على الأرض أجساد الأنبياء) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
قراءة سورة الكهف يوم الجمعة:
ومن فضائل يوم الجمعة أيضا استحباب قراءة سورة الكهف فيه هي نور يهدي من يقرؤها فهي كافية للمسلم عن فعل المعاصي، ترشد المسلم إلى طرق الخير والابتعاد عن الشر، كما قد جاء عن عبدالله بن عمر "رضي الله عنه" أن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: (من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ سطع له نورٌ من تحت قدمِه إلى عنانِ السماءِ يضيءُ به يومَ القيامةِ، وغُفر له ما بين الجمعتين).
التبكير لصلاة الجمعة:
ومن فضائلها أيضا أن التبكير لصلاة الجمعة له ثواب عظيم جدا وورد في فلضه الكثير من الأحاديث منها ما أخرجه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، من حديث أوس بن أوس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من غسل يوم الجمعة واغتسل، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام واستمع، ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها . قال الشيخ الألباني صحيح .
وقفة مع فضل التبكير لصلاة الجمعة:
وقد لفت العلماء وشراح الحديث إلى أن هذا الفضل (التبكير) وهو من السنن المهجورة مشروط بخمسة أشياء:
وهي: غسل واغتسل، بكر وابتكر، مشي ولم يركب، دنا من الإمام واستمع، وأن هذه الشروط يكون جزاؤها ما جاء في الحديث، يقول المباركفوري في شرحه لسنن الترمذي: قوله (من اغتسل وغسّل) روى بالتشديد والتخفيف قيل أراد به غسل رأسه، وبقوله: واغتسل، غسل سائر بدنه، وقيل جامع زوجته فأوجب عليها الغسل فكأنه غسلها واغتسل، وقيل كرر ذلك للتأكيد (وبكر) بالتشديد على المشهور أي راح في أول الوقت (وابتكر) أي أدرك أول الخطبة ، ورجحه العراقي. فمعنى (وابتكر) على هذا إدراك أول الخطبة ، وأول كل شيء باكورته ، وقيل معنى اللفظتين واحد وإنما كرر للمبالغة والتوكيد كما قالوا: أجاد مجد ، وبهذا جزم ابن العربي .
وزاد أبو داود وغيره في رواياتهم : ومشى ولم يركب (ودنا) زاد أبو داود وغيره من الإمام (واستمع) أي الخطبة (وأنصت) تأكيد (بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها ) انتهى منه بتصرف .