القرآن حصن البيوت، لكن سكان كثير من هذه البيوت، يهجرون قراءته، ومع ذلك تراهم يتعجبون من أمور غريبة تحدث، فتارة يقول أحدهم: كأني أشعر بالشياطين في بيتي، وآخر يقول: لا أرى أي بركة في رزقي، وثالث يقول: غريب أمر أولادي وقد مسهم مس شيطاني.. وجميعهم لا يعرفون أن هذا المس لا يمكن أن يأتي في وجود القرآن الكريم، بينما في غيابه قد تحدث كل الأمور التي لا يرضاها الله ولا رسوله.
عن بن عنان الحنفي أن أبا هريرة رضي الله عنه، كان يقول: «إن البيت ليتسع على أهله وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويكثر خيره أن يقرأ فيه القرآن وإن البيت ليضيق على أهله وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين ويقل خيره أن لا يقرأ فيه القرآن».
البيت الخرب
كثير منا يعلمون يقينًا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نهانا عن خراب بيوتنا، والخراب لا يمكن له أن يأتي إلا بالبعد عن طريق الله، والتكاسل عن قراءة القرآن في المنزل، وفي ذلك يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : «نوروا بيوتكم بتلاوة القرآن ولا تتخذوها قبورا كما فعلت اليهود والنصارى صلوا في الكنائس والبيع وعطلوا بيوتهم فإن البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره واتسع أهله وأضاء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الدنيا».
فقد جعل الله عز وجل، قراءة القرآن الكريم من أفضل الأعمال، حيث إن قراءة القرآن فيها خير عظيم وفائدة كبيرة، ومما يدل على ذلك قوله تعالى:«إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ»، ( سورة الإسراء: الآية 9).
اظهار أخبار متعلقة
فضل قراءة القرآن
تخيل أن نبيك الأكرم صلى الله عليه وسلم، يعدك بأن الله سيمنحك السكينة في حالة قراءة القرآن بالمنزل، ليس هذا فحسب، وإنما تحفك الملائكة، ويذكرك الله فيمن عنده، فكيف تعرف كل ذلك وتهجره؟.. إذ قال صلى الله عليه وسلم :«ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده».
والبيت الذي يشهد قراءة القرآن تكن له رائحة طيبة، فعن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ : رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ : لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ ، وَمَثلُ المُنَافِقِ الَّذِي يقرأ القرآنَ كَمَثلِ الرَّيحانَةِ : ريحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثلِ الحَنْظَلَةِ : لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ».