بعض الناس يتصور أن حسن الخاتمة يتوقف على الموت ساجدًا، أو أثناء قراءة القرآن وفقط، بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو خير البشر على الإطلاق، مات على فراشه.. فكيف يُعقل ذلك؟.
ليس المقصود من حسن الخاتمة، أن تموت وأنت في المسجد، أو على سجادة الصلاة، أو تموت والمصحف بين يديك، فقد مات خير البرية جمعاء - صلى الله عليه وسلم - وهو على فراشه، كما مات صديقه الأقرب أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وهو خير الصحابة على فراشه، كما مات خالد بن الوليد رضي الله عنه، على فراشه وهو الملقب بسيف الله المسلول والذي خاض ١٠٠ معركة ولم يخسر أياً منها.
حسن الخاتمة
إذن حسن الخاتمة يتوقف على أمور أخرى أيضًا في غاية الأهمية، وهي أن تموت وأنت بريء من الشرك، أو أن تموت وأنت بريء من النفاق، أو أن تموت وأنت مفارق للمبتدعة بريء من كل بدعة، أو أن تموت وأنت على الكتاب والسنة ومؤمن بما جاء فيهما دون تأويل، أو أن تموت وأنت خفيف الحمل من دماء المسلمين وأموالهم غير ظالم لهم ولأعراضهم، مؤديًا حق الله عليك وحق عباده عليك.
أو أن تموتَ سليم القلب طاهر النوايا وحسن الأخلاق، لا تحمل غلاً ولا حقدًا ولا ضغينة لمسلم، أو أن تصلي خمسك في وقتها مع الجماعة لمن لهم حق الجماعة وتؤدي ما افترضه اللهُ عليك لأهلك وبيتك، وأن تعلم يقينًا أن حسن الخاتمة هي ن تكون ملتزم بأمور دينك وبيتك ومحبًا لجارك، وواصلا لرحمك، وراحمًا للصغير ومحترمًا الكبير، فاللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
اظهار أخبار متعلقة
آخر الأعمال
أيضًا من حسن الخاتمة أن يوفقك الله للأعمال الصالحة قبل مماتك، وأن تتوقف عن ما يغضب الله عز وجل تمامًا، وأن تُقبل على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موتك بعد ذلك على هذه الحال الحسنة، ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله. قالوا: كيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته».
أيضًا يرى الناس أن من مات مبتسمًا فذلك من البشريات له، وهو أمر قد يصح، وإن كان سره عند الله عز وجل وفقط، لكن بالفعل من مات على كلمة (لا إله إلا الله) حُشر سعيدًا مبتسمًا.
ومما يدل على هذا أيضًا ما رواه أحمد عن طلحة بن عبيد الله عندما زاره عمر وهو ثقيل وفيه: إني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً ما منعني أن أسأل عنه إلا القدرة عليه حتى مات، سمعته يقول: إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه ونفس الله عنه كربته، قال: فقال عمر: إني لأعلم ما هي، قال: وما هي؟ قال: تعلم كلمة أعظم من كلمة أمر بها عمه عند الموت: لا إله إلا الله ؟ قال طلحة: صدقت هي والله.