أخبار

صفحة حزينة في تاريخ الأمة .. يوم استشهاد سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله

ولدي المراهق اكتشف خيانة والده الزوجية لي ويقاطعه.. ما العمل؟

من خلق الأنبياء .. 5طاعات تبر بها والدتك بعد مماتها.. ولهذا كان من أعظم الوجبات

3 نصائح مهمة للحفاظ على سلامة عينيك خلال الصيف

طبيب أسنان يحذر من علامة في الفم تنذر بأزمة قلبية وسكتة دماغية

"إحنا مالنا و مال الناس".. هل هي مقولة صحيحة؟ الطب النفسي يجيبك

ابنة لزوجة ثانية وإخوتي غير الأشقاء لا يتعاملون معي وأصبحت أكرههم وهذا الشعور يضايقني .. ما الحل؟

الاحتلام في المنام مع الشعور بلذة.. هل يوجب الغسل؟

وصف النبي البخيل والكريم بما لم تتخيله.. تخير لنفسك بينهما!

أعظم النصائح لمن يريد حِفظ القرآن

اسأل نفسك هذا السؤال وتخيل هذا الموقف قبل أن يباغتك

بقلم | أنس محمد | الخميس 27 يونيو 2024 - 07:40 ص

حينما تستعرض مشهد الجنازات في الآونة الأخيرة، وتنظر لمدى تفاعل المشيعين مع هذا الحدث الجليل، الذي كتبه الله سبحانه وتعالى على كافة المخلوقات، قال تعالى في سورة القصص: " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ"، تشعر وكأن هناك خطأ ما في قلوب العباد، التي طرأ عليها الجمود، والتحجر، والقسوة، حتى أنك ربما وأنت واقف على عتبات القبر، ترى من يضحك، ومن يتأفف من الانتظار في هذا المكان المقفر، لحين الانتهاء من الدفن، وهناك من يتكلم مع صاحبه، ولا يبالي أحد بروعة هذا المشهد الذي ينتظرنا جميعا.

يقول المفكر الراحل، الدكتور مصطفى محمود عن هذا المشهد، "وفي داخل القبر أحدهم يقول : ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد ، وآخر يقول: هاه هاه لا أدري.. وفي الخارج يُحكمون إغلاق القبر من هنا ومن هناك وكأنهم يخشون خروجه و يتأفف أحدهم من التراب ، وترهقه حرارة الشمس أو برودة الجو ، ويمل من طول الدعاء".

فهل تخيلت نفسك وأنت مكان هذا الميت الذي تدفنه بيدك، في داخل القبر ولا يملك إلا مترين في متر من كون فسيح، وقطعة قماش ، وعَمَلِه ، ودعوات صالحات، في مقابل أناس قد انتقلوا من بيت مكيف ، لمسجدمكيف، بسيارة مكيفة، ويتعجلون الرحيل من الحرّ أو البرد .

 هل قرأت هذه الآية :(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) [آل عمران:185].

هل عملت لهذا اليوم الذي يحملك فيه ابنك وهو اعز إنسان على قلبك في الدنيا، ويضعك بيدك في القبر ويهيل على وجهك التراب، ثم يتركك الناس وحدك في هذا المكان المخيف وكل يمضي إلى غايته، غير مكترثين بما يحدث لك في القبر من عذاب أو حساب، حينما ترى مقعدك في النار او ترى مقعدك في الجنة.

هل تخيلت نفسك أنك ستموت بالفعل وقد ذهب العمر وفات، بعدما أمضيت عمرك أسيرا للشهوات، حتى قيل: مات، ام أنك تظن أنك لن تموت، وتنظر للموت من حولك على أنه خلق لغير ولن يمسسك، حتى تجد نفسك يوما بين فكيه، بعدما كنت غافلا عنه، وقد كنت في كامل صحتك وعافيتك، وذلك مصداق حديث أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مِن اقتراب الساعة أن يرى الهلالُ قُبُلاً فيقال لليلتين، وأن تُتَّخذ المساجد طرقاً، وأن يظهر موت الفجأة".

اقرأ أيضا:

من خلق الأنبياء .. 5طاعات تبر بها والدتك بعد مماتها.. ولهذا كان من أعظم الوجبات

في موتهم عبرة


روي أن ملك الموت دخل على داود عليه السلام فقال: من أنت؟ فقال ملك الموت: أنا مَن لا يهاب الملوك، ولا تمنع منه القصور، ولا يقبل الرشوة، قال: فإذًا أنت ملك الموت؟! قال: نعم، قال: أتيتني ولم أستعدَّ بعد؟! قال: يا داود، أين فلان قريبك؟ أين فلان جارك؟ قال: مات، قال: أما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد؟!.

فكم من قريب دفناه، وكم من حبيب ودعناه، ثم نفضنا التراب من أيدينا وعدنا إلى دنيانا، لنغرق في ملذاتها، حتى يأتي الدور علينا، غير مصدقين بأننا كنا بالأمس نجر ثياب الصحة حتى هجم علينا المرض، وفشِل الدواء، وحار الطبيب، (وجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ) [ق:19].

في ها الوقت نكون بين فريقين لا ثالث لهما، هناك، أحدهم: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَـامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَـئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِلْجَنَّةِ الَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت:30].

والأخر: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّـالِمُونَ فِى غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَـئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقّ وَكُنتُمْ عَنْ ءايَـاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأنعام:93].

انظر لما مات ابن عباس -رضي الله عنه- بالطائف، جاء طائر لم يرَ على خلقته مثله فدخل نعشه، ثم لم يخرج منه، فلما دفن إذا على شفير القبر، سُمِعَ تالٍ يتلو، لا يُرى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) [الفجر:27-30].

وكان عثمان -رضي الله عنه- إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟ فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن القبرَ أولُ منازل الآخرة، فإنْ نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه"، قال: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما رأيت منظرا قطُّ إلا القبرُ أفظعُ منه".

فالقبر أول منازل الآخرة، فإن كان من أهل الجنة عُرض له مقعده من الجنة، وإن كان من أهل النار عُرض عليه مقعده من النار، فإن كان أحدنا لا يرى في القبر واعظا له، فلسوف يأتيه يوم يعرف فيه جلال القبر وروعته.

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر بقبرٍ فقال: "مَن صاحب هذا القبر؟" فقالوا: فلان، فقال: "ركعتان أحبّ إلى هذا من بقية دنياكم"، وفي رواية قال: "ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنفلون يزيدها هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم".

فالقبر صندوق العمل، وكل ما وضعت في الصندوق سيكون معك بعد موتك.

فإذا زرت المقبرة فقف أمام قبر مفتوح، وتأمل هذا اللحد الضيق، وتخيل أنك بداخله، وقد أغلق عليك الباب، وانهال عليك التراب، وفارقك الأهل والأولاد، وقد أحاطك القبر بظلمته ووحشته، فلا ترى إلا عملك. فماذا تتمنى يا ترى في هذه اللحظة؟.

قال تعالى (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنْ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ) [الزمر:56-58].


الكلمات المفتاحية

كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ العظة من الموت تشييع الجنازة وكفى بالموت واعظًا

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled حينما تستعرض مشهد الجنازات في الآونة الأخيرة، وتنظر لمدى تفاعل المشيعين مع هذا الحدث الجليل، الذي كتبه الله سبحانه وتعالى على كافة المخلوقات، قال تعال