لا شك أن جميعنا يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل أن هناك من غير المسلمين من يحمل احترامًا عظيمًا لشخص النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام، وهم على غير دين الإسلام، فما بالنا بالمسلمين ذاتهم.. لاشك حبهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم، ليس له حدود.. وبالتأكيد لو سألت أحدهم (هل تحب النبي)؟ لكانت الإجابة فورية ودون تردد، (أفديه بروحي وعمري دون تردد).
ولكن السؤال الأهم: (وهل يحبك النبي)؟.. بالتأكيد الإجابة هنا ستكون صعبة، لأنها لابد أن تخرج منه شخصيًا، وهو قد اختار الرفيق الأعلى منذ قرون طويلة، إلا أنه من دون شك هناك علامات تؤكد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبك، فكيف تعرفها، وتقف أمامها؟.
أسباب الحب
بالتأكيد لكل شيء سبب، فلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا، وأحب فلانا، لقال لمّ يحبه، لكن هناك آية تكشف ما بداخل كل إنسان، وحسب إجابته عليها ورؤيته لها، سيجد الإجابة الحقيقية، هل يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم لا.. قال تعالى: « قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ » (التوبة: 24)، ثم يصفهم الله عز وجل بالفسوق، بخاتمة الآية، فقال: ﴿ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ » (التوبة: 24).
فهذا الحب للنبي صلى الله عليه وسلم واجب على الأعيان، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين»، وبالتالي من أجاب على نفسه بأنه بالفعل يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذه الدرجة، وليتأكد من ذلك في قلبه وعقله، فليعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا يحبه.
اقرأ أيضا:
أقسم به وفضله على غيره.. أسرار وثواب وفضل يوم عرفة ولماذا اختاره الله للحج الأعظم؟اتباع سنة النبي
من الأمور الغريبة، أن ترى أحدهم يقول لك إنه يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حبًا جمًا، لكنه لا يتبع سننه، فكيف بالمحب ألا يتبع من أحب؟.. فهل من الممكن أن تكون محبًا لوالدك وتنتقده أو تختلف معه بالكلية، أو ترفض نصحه وتوجيهه؟.
هذا ليس بحب، وإنما من أحب عليه الاتباع والالتزام بسنن من أحب، فمن تأمل الخير الواصل إليه من جهة النبي صلى الله عليه وسلم علم أنه أحق بالمحبة والتوقير والتعظيم والاتباع من الآباء والأمهات، فإذا كان الآباء والأمهات سببًا في الحياة الفانية، فالنبي صلى الله عليه وسلم سبب في الحياة الدائمة الباقية، بل هو - بأبي وأمي - أحب إلينا من أنفسنا، كما قال الله عز وجل: « النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ » (الأحزاب: 6).