العشر الأوائل من ذي الحجة .. أيام مباركة بل ويعتبرها الكثير من الفقهاء أفضل أيام العام فهي  أيام شريفة ومفضلة، يضاعف فيها العمل ويستحب فيها الاجتهاد في العبادة.

 وقد وصف النبي صلّى الله عليه وسلم، العشر الأوائل من ذي الحجة بأنها خير أيام الدهر، بل أنه تحدث عن طاعات وقرب يجب الإكثار منها والمداومة عليها  خلال هذه الأيام المباركة حيث  ثبت عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه كان يصوم التسع من ذي الحجة؛حيث روي في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة أن النبي صلي الله عليه وسلم : كان  يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس

 ومن الثابت أن أيام عشرذي الحجة أيام فاضلة أقسم الله بها فقال: "وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ" "الفجر: 1، 2"، وأخبرنا سيدنا رسول الله ﷺ عن فضل العمل الصالح فيها، فقال: "ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه" -يعني عشر ذي الحجة- قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: "ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ».

طاعات داوم علي القيام بهاخلال  عشرذي الحجة

وقد أجمع الفقهاء علي ضرورة اغتنام هذه الأيام يأتي عبر شغل الأوقات  بالطاعات والعبادات، وفي مقدمتها ذكر الله سبحانه حيث قال سيدنا رسول الله ﷺ فيما يرويه عن ربه سبحانه: «أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً».:

كذلك تعد التوبة الصادقة من أفضل الطاعات التي يجب أن يقبل عليها العبد المؤمن  في عشر ذي الحجة حيث قال سيدنا رسول الله ﷺ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّة"ٍ

ومن الطاعات التي يجب القيام بها خلال هذه الأيام المباركة الإكثار من التكبير، والتحميد، والتهليل، والذِكر؛ فهي الأيام المعلومات التي ورد الحض فيها على ذلك، خص النبي -صلى الله عليه وسلم- الأيام العشر الأولى من ذي الحجة، بكثرة التحميد والتهليل والتكبير، وهي: «الحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر»، ويعد العمل الصالح في الأيام العشر من ذي الحجة هو أحب إلى الله تعالى من العمل في غيرها، قال صلى الله عليه وسلم: "ما من أيامٍ أعظمُ عند اللهِ ولا أحبُّ إليه العملُ فيهن من أيامِ عشرِ ذي الحجةِ.

اظهار أخبار متعلقة

ومن الطاعات الواجب اغتنامها خلال هذه الأيام المباركة صيام تسع ذي الحجة. فعن بعض أزواج النبي ﷺ رضي الله عن الجميع قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ» وقال ﷺ عن صيام يوم عرفة يوم التاسع من ذي الحجة: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ"..

كما يجب خلال عشر ذي الحجة التقرُب إلى الله بالصلاة، والدعاء، والأمر بالمعروف، والنهي عن المُنكَر، ويعد الدعاء أكرم شيء على الله تعالى: قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ".

 ويعد  الدعاء كذلك من  أسباب  دفع غضب الله، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ" انطلاق من أن من فوائد الدعاء أنه سلامة من العجز، ودليل على الكَياسة: قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنْ الدُّعَاءِ وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ".

الدعاءوالتصدق من افضل الطاعات خلال 10ذي الحجة

ومن الوسائل كذلك لاغتنام عشر ذي الحجة تلاوة القرآن.حيث قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ قرأَ حَرفًا مِن كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ: آلم حرفٌ؛ ولَكِن: ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ». [أخرجه الترمذي]

وليس بعيدا عن عن هذه الطاعات يبرز الدعاءحيث قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا» قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: «اللَّهُ أَكْثَرُ». أخرجه أحمد.

اقرأ أيضا:

الصدقة والإكثار من فعل الخيرات من الطاعات التي يجب الإكثار منها خلال عشر  ذي الحجة:  لما لهذه  الصدقة من فضائل منها أنها  تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى و تمحو الخطيئة وآثارها  بل و تعتبر وقاية من النار يوم القيامة.  فضلا عن ان المتصدق يستظل بها  يوم القيامة، حيث إنه من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. بل أن صاحبها يدخل الجنة من باب خاص يقال له باب الصدقة..

ومن البديهي الإشارة إلي أن قراءة القرآن من الطاعات المستحب الإكثار منها خلال عشر ذي الحجة في ظل حزمة الفوائد التي يجلبها علي العبد المؤمن خلال هذه الأيام المباركة حيث أن  قراءة القرآن تجلب  الشفاعة  لصاحبه يوم القيامة: لقوله - صلى الله عليه وسلم-: «اقْرَؤوا القرآنَ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه»، صحيح مسلم. كما أن لقارئ القرآن بكل حرف عشر حسنات: لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِأمثالها .