في مغرض تعليقه علي عدد من أحداث العنف التي ضربت المجتمع المصري خلال الأيام القليلة الماضية والتي كان أخرها حادث مقتل طالبة جامعة المنصورة نيرة أشرف وحالات الانتحار دق الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد ناقوس الخطر في مواجهة نزعة العنف التي تهدد شبابنا قائلا : جرائم قتل بشعة ومروعة وصادمة شاهدنها خلال الساعات الماضية ومنها حادثة طالبة جامعة المنصورة التي ندعو الله ان يغفر لها ويرحمها وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان علي هذا المصاب الجلل .
وقدم الدكتور خالد خلال بث له علي صفحته الرسمية علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك " 5رسائل مهمة لشبابنا وبناتنا في ظل عظم الحوادث الأخيرة وتكررها وكذلك للآباء والأمهات والإعلاميين والفنانين تركز في مجملها علي قاعدة شرعية مفادها "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" وتنطلق من أهمية الكلمة التي قد يطلقها البعض وتؤدي إلي احياء نفس وإزهاق أخري.
أولي الرسائل التي وجهها الداعية الإسلامي كانت للشباب والبنات حيث حثهم بشكل مبسط ودون فلسفة تسير في إطار عدم نكأ جراج الماضي ولكن التركيز علي المستقبل سعيا لحماية الشباب والفتيات مما هو قادم بطريقة عملية يستطيع من خلالها الأباء والأمهات ان يشكلوا درعا واقيا للشباب من هذه الجرائم الصادمة والمروعة .
ومن خلال الرسالة الأولي ناشد خالد الشباب والفتيات بالإكثار من الفضفضة وعدم كتم المشاعر السلبية باعتبارأن الانطواء والابتعاد عن الأهل والاصدقاء هو بوابة لتكرار مثل هذه الجرائم مشددا علي أهمية الفضفضة للأب أو للأم او لصديق مخلص أو مدرس مصدر ثقة باعتبار أن الفضفضة تمثل شبكة حماية من المشاعر السلبية بل صيانة لحياة الإنسان.
وضرب خالد مثالا علي أهمية الفضفضة بلاعب نادي ايفرتون الانجليزي دومينيك كليفريد حيث عاني هذا اللاعب من تجاهل جميع الأندية وسيطر عليه التشاؤم حيال مستقبله ولكنه تعامل مع الأمر بالإكثار من الفضفضة لأصدقائه والمقربين منه وهو ما انقذه من الانتحار وتلقي عقد الفريق الانجليزي وفتحت أمامه أبواب النجاح بشكل يؤكد لنا ان الفضفضة مصدر قوة وأداة لمواجهة الضعف والفشل.
وشدد الدكتور خالد في رسالته الثانية للشباب والفتيات في هذا السياق علي أهمية الإيمان خصوصا في الأوقات الصعبة فهو يشكل عاصما لشبابنا في هذه الأوقات فجميع الشباب والفتيات بحاجة ماسة الي الله لاسيما أن ذكر الله يحمي من الوصول إلي الاكتئاب مستذكرا أزمة استاذة علم اجتماع حيث شددت علي أهمية ذكر الله كمنقذ من الدخول في الاكتئاب حيث قالت : كنت علي وشك الدخول في الاكتئاب ما نجاني منها إلا الذكر.
ونبه الداعية الإسلامي كذلك فيما يتعلق بالإيمان إلي أهمية التوكل علي الله فبهذا التوكل يجعلك أقوي الناس ويجعلك تبحث عن الشئ الإيجابي في حياتك وليس التركيز علي الأمور السلبية وهو ما يتكرر كذلك مع التسليم بإرادة الله فهذا التسليم هو ما ينقذك مما يطلق عليه مصيبة الليلة السوداء كما يسميها علماء النفس وهو أمر يجب أن تكثر منه خصوصا ونحن علي مقربة من عشر ذي الحجة ويوم عرفة وهي أيام مباركة عند الله.
الرسالة الثالثة التي وجهها الدكتور خالد للشباب والفتيات ركزت علي ضرورة الانهماك في العمل بإخلاص واحسان انطلاقا من قوله تعالي "ان الله لايضيع أجر من أحسن عملا "ناهيك عن ضرورة العمل بإحسان واخراج افضل ما عندك وعدم انتظار ثواب الله العاجل فانت عندما تحسن ادرك وتيقن ان حقك سيصلك مهما كانت العقبات.
اقرأ أيضا:
أقوى طريقة للتعافي من جرح عاطفي.. يكشفها الدكتور عمرو خالدالنصيحة الرابعة التي وجهها الداعية الإسلامي كانت للآباء والأمهات متمثلة في ضرورة مصاحبتهم لأبنائهم وفتح قنوات الحوار معهم وعودة ظاهرة الوالد الصاحب والوالدة الصاحبة ومشاركتهم في جميع مشاكلهم والكف عن محاولة احتوائهم في الخارج باعتبار ان الانترنت وشبكات التواصل لن تسمح لهم بذلك وكذلك الكف عن محاولة السيطرة عبر القرارات الإدارية وتكريس الانطباعات السلبية بل علي العكس الاكثار من تشجيعهم والشد من ازرهم وتعزيز الطاقة الايجابية باعتبار حائط صد ضد جرائم العنف والانتحار التي شهدها مجتمعنا.
خامس الرسائل التي وجهها خالد في هذه الأجواء الصعبة كانت للإعلاميين والفنانين حيث خاطبهم قائلا : احرص علي كل كلمة تخرج منك فهي كلمة قد تحيي انفس وتزهق أخري فكلمتك قد تنفذ شبابا من الانتحار وتفتح باب الأمل أمامه فضلا عن ضرورة الكف عن مشاهد العنف في المسلسلات او التحريض عليه ولو بكلمة فالكلمة أمانة يجب ان يحرص عليها الجميع حرصا علي شبابنا ومستقبله من هذه المخاطر الصادمة