الموت.. لاشك هو الحقيقة المؤكدة التي سيتذوقها كل المخلوقات، ولكن كيف تكون اللحظات الأخيرة في عمر الإنسان، وكيف يلتقي ملك الموت.. فتخرج الروح.. وهل هناك مواقف (غريبة) من الممكن أن تحدث حينها؟.

عندما يحضر الأنبياء الموت، فإن الله يريهم ما لهم عنده من الثواب الجزيل والأجر الكريم، ثم يُخير الأنبياء بين البقاء في الدنيا والانتقال إلى ذلك المقام، ولا شك أن كل رسول يفضل النعيم المقيم على الدنيا وما فيها، وبالتالي فإن لملك الموت قصص عظيمة في هذا الأمر مع الأنبياء، فمنهم من رضي من فوره، ومن تأجل موته، ومنهم من صارعه، لكن علينا أن نعي جيدًا أن العبد المؤمن ربما يكره الموت، لكنه لا يكره لقاء الله.

الرفيق الأعلى

وعندما حضر ملك الموت إلى نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، خيره بين البقاء أو الموت، فاختار الرفيق الأعلى، ففي صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول وهو صحيح: «إنه لم يُقبَضْ نبي قط حتى يَرَى مقعده من الجنَّة، ثم يُخيَّر»، فلما نزل به ورأسه على فخذي، غُشِي عليه ساعة، ثم أفاق، فأشخص بصرَه إلى السقف، ثم قال: «اللهم الرفيق الأعلى»، قلت: إذًا لا يختارنا، وعَرَفتُ أنه الحديث الذي كان يُحدِّثنا به، قالت: فكانت تلك آخرَ كلمة تكلَّم بها النبي صلى الله عليه وسلم، قوله: «اللهم في الرفيق الأعلى»، وجاء في رواية أخرى عند البخاري: «فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه: وأخذته بُحَّةٌ يقول: « مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا » (النساء: 69)، قالت: فظننتُ أنه خُيِّر يومئذٍ».

اقرأ أيضا:

ليست الكهف وحدها..8 سور يستحب قراءتها أو سماعها يوم الجمعة لها فضل عظيم

موسى وملك الموت

أما نبي الله موسى عليه السلام، فيروى أنه صارع ملك الموت، فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: «أُرسل ملَكُ الموت إلى موسى - عليه السلام - فلما جاءه صكَّه، فرجع إلى ربه، فقال: أرسلتَني إلى عبدٍ لا يريد الموت، قال: ارجع إليه، فقلْ له: يضع يده على متن ثورٍ، فله بما غطَّى يدَه بكل شعرة سنة، قال: أي رب، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، قال: فسأل الله أن يُدنِيه من الأرض المقدَّسة رمية بحجر».

وأما مع نبي الله إبراهيم عليه السلام، فعن ابن عباس، قال: لما أراد الله، عز وجل، يقبض روح خليله إبراهيم عليه السلام، هبط إليه ملك الموت، فقال له إبراهيم: رأيت خليلًا يقبض روح خليله؟ قال: فعرج ملك الموت إلى ربه عز وجل، ثم عاد إليه، فقال له: يا إبراهيم، ورأيت خليلًا يكره لقاء خليله؟ قال: فاقبض روحي الساعة.

ويروى أن نبي الله سليمان، دخل عليه وزيره وكان معه ملك الموت، فتعجب الأخير لما رأى الأخير، لأنه مطالب بقبض روحه في الهند، فلما علم الوزير أن هذا هو ملك الموت طلب من نبي الله سليمان أن يأمر الريح بأن تأخذه إلى الهند، وهكذا ذهب إلى حيث كتب له أن يموت.

كما يروى أن شابًا في عهد نبي الله داود عليه السلام، أطال الله في عمره ومنع ملك الموت من قبضه، لأنه تصدق لفقير، فدعا له هذا الفقير بطول العمر، فتقبل الله دعائه.