كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الوتر من الأعمال، فكان يأكل من التمر وترا (واحدة - ثلاثة- خمسة) وكان يحب أن يختم صلاته بالليل بعد العشاء بالوتر، فكان يصلي ثلاثة ركعات بتشهد واحد، أو ركعتين بتشهد ثم ركعة واحد بتشهد أخر، لذلك تعتبر صلاة الوتر إحدى الصلوات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، والتي يجوز أن تُصلي في الليل ما بين العشاء والفجر.

 وعُرفت صلاة الوتر باسم الوتر؛ نظرًا لكونها تصلى بعدد وتر، أي ركعة أو ثلاث ركعات متواليات أو أكثر، وتُصلي بتشهد واحد.

فالوتر في اللغة أي العدد الفردي، وهي الواحد، والثلاثة، والخمسة، والسبعة، والتسعة، ومن ثم تأتي أولى صفات صلاة الوتر، في عدد الركعات التي تكون برقم وتري فردي.

يقول النبي صل الله عليه وسلم: “إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ“.

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ.

و مَعْنَاهُ:من استجمر فَلْيَسْتَنْجِ بِثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ، أَوْ خَمْسَةٍ، أَوْ سَبْعَةٍ، وَلاَ يَسْتَنْجِ بِالشَّفْعِ“.

اظهار أخبار متعلقة

كيف تصلي الوتر؟

صلاة الوتر يمكن أن تصلى مثل صلاة المغرب، ثلاث ركعات، وهو الأفضل في المذهب الحنفي، أما من صلى ثلاث ركعات متوالية بتشهد واحد فلا حرج في ذلك، ولا حرج في أن يصلي ركعة واحدة فقط.

وصفة صلاة الوتر، في حالة الثلاث ركعات المتوالية، وتصلى بالشكل التالي:

تُصلى الثلاث ركعات بركعتين شفع، وواحدة وتر، أي فصل الشفع بالاسم، ثم صلاة الوتر بركعة واحدة، وتكبيرة إحرام مستقلة.

تُصلى ثلاث ركعات متتالية، متصلة، دون فصل بالسلام، أو جلوس، أو تشهد.

الوصل بين الركعات الثلاث، أي مثل صلاة المغرب، فيعد ركعتين يتسهد، ولا يسلم، ثم يصلي ركعة، بالفاتحة وسورة أخرى، ثم يركع ويسجد ويسلم.

كما يمكن أن تؤدى بركعة واحدة في نهاية صلاة الليل، والمتمثلة في ركعتين مثنى أو أكثر.

فضل صلاة الوتر

قال النبي صلى الله عليه وسلم :“الوتر حق”، ففضل صلاة الليل، وقيامها، عظيم، أما في الوتر تأكيد على صلاة الليل.

 وذهب جموع العلماء إلى أن الوتر واجب، في حين أن جمهور العلماء ذهبوا إلى أن الوتر سنة، وليس واجبًا، وقال الإمام أحمد: “من ترك الوتر عمدا فهو رجل سوء لا ينبغي أن تقبل له شهادة“.

وبعض جمهور العلماء رموا إلى أن الوتر سنة، أما المذهب الحنفي فقال إنه واجب، والأصلح، والأدق، ما ذهب إليه جمهور العلماء، وذلك استنادًا لما قاله طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه-:جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول، حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس صلوات في اليوم والليلة، فقال: هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تطوع”.

وجاء في صحيح ابن حبان، حديث رسول الله -صل الله عليه وسلم- حيث قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الوتر حق، فمن أحب أن يوتر بخمس فليوتر، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليوتر، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليوتر بها، ومن شق عليه ذلك فليومئ إيماءا“.

وقال جمهور العلماء إلى أن مواقيت الوتر تبدأ عقب صلاة العشاء، لتنتهي مع الفجر، وذلك استنادًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: “إنّ الله زادكم صلاة فصلوها بين العشاء والفجر“، وقيل أنه من الأفضل تأخير صلاة الوتر لآخر الليل.

دعاء الوتر

اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ،
وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ ، فإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ ،
وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ ، وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ ،
ولا منجا منك إلا إليك.