حينما يقبض الله روح أحدهم، يبكي أهله وأقاربه وأحبابه عليه، لكن هل تعلم عزيزي المسلم، أن ملك الموت بذاته، وهو المسئول من قِبل ربه عز وجل عن قبض الأرواح، يبكي لموت أحدهم؟.. نعم.. فلقد بكى ملك الموت أكثر من مرة لموت أحدهم.

ومما يروى أن الله تبارك وتعالى وجه تساؤلا لملك الموت: ألم تبكى مرة وأنت تقبض روح بنى أدم؟ فأجاب ملك المؤت مستجيبًا لأمر ربه ضحكت مرة وبكيت مرة وفزعت مرة، والله تعالى رد على كلام ملك الموت : وما الذي أضحكك ؟، فقال : كنت استعد لأقبض رجل وجدته يقول لصانع أحذية أتقن صنع الحذاء ليكفي من اللبس سنة . فضحكت وقبضته قبل أن يلبسه ، والله تبارك وتعالى واصل طرح الأسئلة علي ملك الموت قائلا علا شأنه فقال له الله: وما أبكاك ؟، فرد ملك الموت : بكيت عندما أمرتني أن أقبض روح امرأة وذهبت إليها وهي في صحراء جرداء وكانت تضع مولودها . فانتظرت حتى وضعت طفلها في الصحراء الجرداء وقبضتها وأنا أبكي لصراخ طفلها وحيدا دون أن يدرى به أحد.

حكمة إلهية

وهذا عن ضحك ملك الموت وبكائه فماذا أفزعه كان هذا هو السؤال الثالث الذي يوجهه الله لملك الموت؟، وهو ما رد عليه فقال : فزعت عندما أمرتني أن أقبض روح رجل عالم من علمائك وجدت نورًا يخرج من غرفته كلما اقتربت من غرفته فج النور ليرجعني وفزعت من نوره وأنا أقبضه، الله تبارك وتعالى فسر الأمر لملك الموت عبر تساؤل : أتدري من هو الرجل؟.. إنه ذاك الطفل الذي قبضت أمه وتركته في الصحراء تكفلت به ولم أتركه لأحد.. قد لا يكون أساس لمثل هذه القصص، ولم يجتمع عليها العلماء، لكن الشاهد أن لملك الموت أن يبكي لأنه في النهاية مخلوق مأمور من قبل الله عز وجل، لا يعرف الغيب، وليس له إلا أن ينفذ ما يأمره به الله سبحانه، قال تعالى يؤكد ذلك: «وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ* يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ» (الأنبياء:19-20).

اقرأ أيضا:

قلبك محتاج إلى السكينة والهدوء.. ابحث عنهما في هذا الطريق

لكل أمة أجل

ويروى أن ملك الموت بكى أيضًا أثناء قبضه لروح نبي الله إبراهيم عليه السلام، كما ورد أن آدم عليه السلام رآه في صورة كبش أملح قد نشر من أجنحته أربعة آلاف جناح منها جناح جاوز السموات و الأرض و جناح جاوز الأرضين و جناح جاوز أقصى المشرق و جناح جاوز أقصى المغرب.. لكن في النهاية فإن مهمته الأساسية التي خلقها الله لأجلها، هي قبض أرواح الناس، وقد ذكر فى القرآن الكريم بقوله تعالى: «قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِى وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ» (سورة السجدة: آية 11).

وأما عن مواقفه أو بكائه، فإنما هي في علم الله عز وجل، وإن كان الهدف من ترديدها أن يتعظ الناس، ويعلمون جيدًا، بأنه مهما دانت لهم الأرض شرقًا وغربًا، فإن الموت يصيب الجميع لاشك، ولكن لكل أجل كتاب كما بين المولى عز وجل في قوله تعالى: «وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ».