أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

تنمر من نوع آخر.. لماذا ترفض حديثي بسبب لحيتي؟!

بقلم | أنس محمد | الاحد 26 يونيو 2022 - 01:02 م

ما أن ينطق رجل ملتح أو تظهر عليه هيئة التدين، إلا وينتقد كلامه، أو يحاسب محاسبة الملكين، لمجرد أنه تفوه بكلمة أو عبر عن رأيه، أو نصح غيره، فدائما ما ينظر للداعية او المتدين بشكل عام، على أنه ليس بشرًا، وأن كلامه لا يقف عند مجرد النصيحة، لكن يتمدد لكونه لا يقبل منه الخطأ، فقد نقبل من الناس ما قال مالك في الخمر، ولكن لا نقبل من رجل ملتح أن يقول ولو مجرد رأي جانبه الصواب أو الخطأ.

وتصل هذه الحالة من التنمر ضد الملتحين والمنتقبات أو الدعاة، لإهانة العلماء أيضا، فأي حديث من رجل دين عن أي قضية دنيوية فهو مرفوض، وينظر إليه على أنه غير متخصص، أو يقحم الدين في السياسة، وقد يتم تخوينه وتكفيره واتهامها بالإرهاب لمجرد توجيه النصح والإرشاد بزعم أنه تدخل فيما لا يعنيه، فتبدأ حملات الهجوم عليه والاستخفاف به، وازدراء نصيحته.

فالإنسان سواء كان متدينًا أو غير ملتزم، وسواء كان عالمًا أو غير عالم، فالمعيار هو حينما تريد أن تزنه، هو أن تنظر لكلمه، فإن قال خيرًا فأهلاً به، وإن قال شرًا فلا مرحبا به، فلا يجب أن يكون الانتماء او الشكل أو الهيئة هو المعيار في الحكم على الناس، والاستماع إليهم من عدمه.

فقد ورد أن الشافعي حينما دخل عليه رجل عظيم الهيئة وكان الشافعي مريضا يمد قدمه فسحبها إجلالا للرجل، فلما تكلم الرجل وجد الشافعي الجهل يخرج من فمه، فقال قولته المشهورة: " آن للشافعي أن يمد قدميه".

فالمسلم أو الإنسان المستنير، هو من ينظر لكلام الرجل، ويزن الرجال بكلامهم لا بأشكالهم، لذلك كان علي بن أبي طالب يقول للرجل حينما لا يعرفه: " تكلم حتى أراك".


لماذا نعادي العلماء ونرفض نصحهم؟


ويصل الأمر في التنمر ضد كل ما هو من النصح، للهجوم على الدين والعلماء أيضا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله قال : من عادي لي وليًّا فقد آذنته بالحرب» (رواه البخاري .

وقال ابن حجر رحمه الله تعالى : «المراد بولي الله العالم بالله المواظب على طاعته» (فتح الباري ) .

وقال أيضًا رحمه الله تعالى : «لا يُحكم الإنسان آذى وليًا ثم لم يعاجل بمصيبة في نفسه، أو ماله، أو ولده، بأنه سلم من انتقام الله له، فقد تكون مصيبته في غير ذلك مما هو أشد عليه المصيبة في الدين مثلاً»(فتح الباري) .

كما أن النبي حذر من إهانة العلماء والناصحين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : «ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه» (رواه أحمد والحاكم عن عبادة رضى الله عنه) .

وقال تعالى : " قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66) " [التوبة: 65-66] .

فالنصح هو أسمى ما خلق له الإنسان، وكل كلمة بها حق أو معروف، فهي ذكر لله تعالى والمجتمع الذي يهان فيه العلماء مجتمع متداعٍ للتصدع والفوضى، كيف لا !! والعلماء نور للناس، بهم يقتدون ، وعن رأيهم يصدرون، فهم للناس كالشمس في النهار، وكالبدر في الليل .

وفي إهانة العلماء، وإسقاط حقهم وكرامتهم، تنفيذ مباشر لما يسعى له أعداء الإسلام، ولقد أدرك هؤلاء مدى ثقة المسلمين بعلمائهم وترسخ تلك الثقة في سويداء قلوب المسلمين، فبدأوا حملة مسعورة مستترة استعملت كل أفانين الدعاية والإشاعة وأساليب علم النفس والاجتماع لتشويه سمعة علماء الأمة حتى تكرههم الأمة وترفض من ثم الائتمار بأمرهم أو التأثر بعلمهم.

اقرأ أيضا:

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

صورة الشيخ في الإعلام 


فقد أشيع في مشاهد السينما شكل المتدين أو الداعية دائمًا على أنه عبوس الوجه، ينطق خرفًا، وتشددًا، وصورة كل عالم دين أزهري مضحكة وشرعية في نفس الوقت، فهو رجل يلبس ثوبًا فضفاضًا، وجبّة، وعمامة ويمتاز ببساطة وسذاجة بل وغفلة، ويتشدق بالفصيح من الكلام بأسلوب متكلف، ويتقعر بفظاظة لينفّر الناس من العربية، ويضحك الناس على نفسه وعلى الفصيح من اللغة.

 والعلماء هم ورثة الأنبياء، وأفضل الخلق بعد الرسل؛ فهم النبراس الذي يضيء للناس في ظلمات الجهل، ويأخذون بأيدي الناس إلى طريق الهدى، وسبل الرشاد، وهم أكثر الناس خشية لله تعالى، وخوفًا منه؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].

 وحملة العلم وحفاظ الشريعة لا يستوون مع غيرهم؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9]، وقد رفع الله من شأنهم، وأعلى من قدرهم، ويظهر هذا جليًّا في قوله تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18]، فمن قرنه الله بنفسه وملائكته في الشهادة بالتوحيد والحق، واجب إكرامه واحترامه.

 وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].

وقد أخرج الإمام أحمد عن عبدالرحمن بن غنم رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذكر الله، وشرار عباد الله المشَّاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبراء العنت)) - وفي رواية: "الباغون للبراء العيب"، فهؤلاء الأشرار يطلبون العيوب القبيحة للشرفاء المنزهين عن الفواحش.



الكلمات المفتاحية

صورة الشيخ في الإعلام .. لماذا ترفض حديثي بسبب لحيتي؟ لماذا نعادي العلماء ونرفض نصحهم؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled ما أن ينطق رجل ملتح أو تظهر عليه هيئة التدين، إلا وينتقد كلامه، أو يحاسب محاسبة الملكين، لمجرد أنه تفوه بكلمة أو عبر عن رأيه، أو نصح غيره، فدائما ما ي