مرحبًا بك يا عزيزتي..
أفضل وأجمل ما تفعله ابنتك هي الارتماء في حضنك؟!
نعم.
فهناك من يرتمين في أحضان أخرى مؤذية بعد الانكسارات وغالبًا ما تكون أحضان "مستغلة" لحالة الضعف هذه والانكسار، فيزيد الطين بلة.
احمدي الله يا عزيزتي ان ابنتك ترتمي في حضنك، نعم، احمديه كثيرًا، فحضنك مهما يكن هو الأكثر أمانًا، وبقي أن يكون الأكثر تفهمًا واحتواءً.
جمل من مثل ما ذكرت وهي، "إنت اللي عملت ف نفسك كده" و "محدش ضربك ع إيدك"، هي بالفعل بلا جدوى، ولا تحتاج إليها ابنتك، لذلك ستبقى للأبد بلا نفع ولا فائدة ولا جدوى.
يا عزيزتي، سواء من أتى إليك موجوعًا هكذا ومنكسرًا ومحبطًًا كان ابنتك أو غيرها، فهو شخص يحتاج إلى "احتواء" و"تعاطف"و"طبطبة"، وليس الجلد بسوط الكلام لومًا أو توبيخًا، فهذا هو أسوأ رد فعل من الممكن أن يلقاه!
المؤكد أن ابنتك مع كل اختيار سيء، لم تكن عامدة ومتعمدة لافشال نفسها، ربما كانت تنقصها الخبرة، أو كان لديها فضول، أو حتى عناد خاصة عند اختيار الكلية والعريس لأنها كانت صغيرة وتريد أن تثبت لنفسها ولكم أنها كبرت وتستطيع الاختيار والنجاح إلخ.
ساندي ابنتك، واحتويها يا عزيزتي حتى "تتعلم"، فالحضن الدافيء الملتمس العذر يهديء العقل، والمشاعر، وعندها تستطيع أن "تفكر" وتعيد النظر فيما فعلت من أخطاء ولا تكررها.
وأخيرًا لن أكون مبالغة إذا قلت أننا جميعًا كآباء وأمهات نحتاج أن نتعلم التواصل الرحيم"، ونتعلم الحكمة من أن الله سبحانه يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسطها بالنهار ليتوب مسيء الليل، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فلولا أهمية هذا الاحتواء في تصحيح الأخطاء ومواصلة الحياة بنسخ أفضل لا تحمل مشاعر الذنب لما فعلها سبحانه وتعالى وهو بفعله هذا يرشدنا نحن أيضًا لكيفية التعامل مع مثل هذا خاصة مع أحبائنا وأبنائنا.
فهيا يا عزيزتي، احتضني ابنتك وكفي عن جلدها وتوبيخها، لتنقذيها من تكرار الأخطاء وذهاب العمر في هذا، ولابأس من مساعدتها بالتواصل مع معالجة نفسية ماهرة وثقة لتعلمها كيف تستفيد من الأخطاء، وتحب نفسها وتقبلها في كل الأحوال، وأن مهمة الخطأ التعلم وفقط، وكيف تفكر بشكل صحي وتقلع عن طرق التفكير الخاطئة التي توقعها في الورطات ومطبات الحياة، فابنتك تحتاج إلى مرشد لا جلاد، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.