أخبار

احرص على هذه العبادات .. تسعد في دنياك وأخرتك

ليست الكهف وحدها..8 سور يستحب قراءتها أو سماعها يوم الجمعة لها فضل عظيم

الصلاة على رسولنا المصطفى يوم الجمعة.. فضلها وعددها وصيغها ووقتها

فضائل التبكير إلى صلاة الجمعة.. أعظمها رقم (6)

أفضل ما تدعو به وأنت ذاهب لصلاة الجمعة

احرص على هذا الأمر في صلاة الجمعة يقربك من الجنة!

فضل اغتسال يوم الجمعة خاص بالمتزوجين فقط .. هل هذا صحيح؟

سنن وآداب وأدعية يوم الجمعة

للحصول على نوم جيد.. كل ولا تأكل (نصائح لا تفوتك)

"الصحة العالمية" تحذر من تفشي أنفلونزا الطيور: سيؤدي إلى وفيات أكثر من كوفيد

جرائم الغل والانتقام.. ماذا حدث للمسلمين وكيف نتطهر قبل الكارثة؟

بقلم | أنس محمد | الاثنين 13 فبراير 2023 - 05:18 ص

 من المواقف التي تدل على فرق واختلاف التفكير بين الدال على الخير، والحاقد فيه، ما يحكيه الراحل صاحب جائزة نوبل الدكتور أحمد زويل في عام ٢٠١٠ خلال مؤتمر بالرياض، قائلاً: "أنا لما كنت في الجامعة في مصر كنت بقفل دولاب التجارب الخاص بي بقفل ..ولما سافرت بره استلمت دولاب لى بالجامعة ونزلت أبحث عن قفل له.. فاستغرب زملائي مما أفعله..فليس هناك داع لذلك وأمر غير طبيعي بالنسبة لهم ..وبعد فترة اكتشفت أنهم يعاونوننى في أبحاثي وتجاربي لكي أنجح فيها..وحصل بالفعل وتفوقت عليهم جميعًا".

وتابع زويل بكلمته الشهيرة: "الغرب ليسوا أفضل منا ..هم فقط يقفون جانب الفاشل حتى ينجح ونحن نقف ضد الناجح حتى يفشل ..!".

تصور هل هذا فعلاً حقيقة المجتمع المسلم في الوقت الحالي، الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم إن الدال على الخير كفاعله، بأنه هو من يتعاون من أجل إفشال الإنسان الناجح وليس دعمه ومعاونته على الخير كما أمر النبي، بل ربما يتأمر على قتله.

هل فعلا وصل الحال ببعض المسلمين، وللأسف هذا صحيح في مجتمعاتنا، بأن يصل حقده البعض إلى تخوين البعض، والحقد عليه، وحياكة المؤامرات من أجل إفشاله وقتله.

حينما ننظر إلى الجرائم في الآونة الأخيرة نجدها مشبعة برغبة في الانتقام غير الإنساني، حيث تجد أكثرها ذبحًا وتقطيعًا وحرقًا، واستخدام بعض المواد الكيمائية لذوبان اللحم، حتى أنك تندهش من سر هذه القسوة، وماهي دوافعها، والتي بلغت لكي يتخلى المسلم عن سماحته بل وعن إنسانيته بالكلية، لتجد في النهاية أن الدفاع ليس اضطرابًا نفسيًا أو رغبة في الانتقام لأن الانتقام لم يصل أبدا لهذه الدرجة، بل الدافع الحقيقي هو الحقد والحسد والغل.

الغل والحقد والحسد


وهذه الآفة من الغل والحقد والحسد حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم في عشرات الأحاديث النبوية، بل وفي القرآن الكريم نفسه، قال تعالى: "{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف:43]

وقال الله تعالى أيضا: " وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10)، فها هم الصالحين يدعون ربهم أن ينقّي قلوبهم من الغل بنوعيه، لما عرفوا من سوء هذا المرض في القلوب، ومن نتائجه.

فالحقد والغل للاسف هما آفة العصر، وهما أسوأ من السحر والحسد، لما يحملانه من صفات تجعل من صاحبهما شخصية كارهه لنفسها، فضلاً عن كراهية الغير والرغبة في الانتقام من الجميع، لدرجة ارتكاب أبشع الأفعال والجرائم.

فهل هذه الأخلاق الانتقامية التي ظهرت في الكثير من المسلمين رغم دعوتهم السمحة التي تأمر بالعفو والخير، بسبب كثرة أمراض القلوب، وضياع البركة من الأموال والأقوات، فأصبح كثيرٌ من الناس يَتَّكِلون على الحسد، ويُبررون كلَّ أخطائهم وخسائرهم وما ينتابهم من مصائبَ.

هل توقفت أحوال بعض الناس على التفكير في ما يمتلكه غيرهم، وتَمَنِّي زوال نعمة الغَيْر، الأمر الذي أدى لانتشار الحقد والغل والحزن وضياع البركة.

قال أحدُ الْحُكماء: تجنَّبْ أربعة أشياء، تتخلَّص من أربعة أشياء‏:‏ تجنَّب الحسد لتتخلَّص من الحزن، ولا تُجالس جليس السوء؛ لتتخلَّص من الملامة، ولا ترتكب المعاصي؛ لتتخلص من النار، ولا تجمع المال؛ لتتخلص من العَداوة‏.

اقرأ أيضا:

ليست الكهف وحدها..8 سور يستحب قراءتها أو سماعها يوم الجمعة لها فضل عظيم

نعم الله 


الله سبحانه وتعالى لَم يجمع النِّعَم الدنيوية عند أحدٍ من خَلْقه، فقد يُعْطى المرءُ مالاً وولدًا، ويُحْرَم الصحة، أو يُعطى مالاً وصحة، ويُحرَم الولد، أو يُعطى الصحة والولد، ويُحْرَم المال، أو يُعطى ذلك ويُحْرم الاستقرار والسعادة، وهكذا فإنَّ مَن أُعْطِي نعمة أو أكثر قد يحرم نعمًا أخرى، وأوْلَى بمَن حُرِمَ بعض النِّعَم ألا ينظرَ إلى ما أنعَم الله به على غيره مما حُرِمَ منه؛ حتى لا يصل به الحال إلى عدم شُكر الله - تعالى - على ما أنعَم به عليه، أو تَمَنِّي زوال هذه النعمة عن الغير، أو تمنِّي تحوُّلها إليه دون غيره، بل ينبغي أن يَعتَبِر بقول الله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 32].

 وبقوله - سبحانه -: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131].

 ولا ينبغي أنْ يَنظر الإنسان إلى مَن فوقه في النِّعَم، بل ينظر إلى مَن دونه فيها؛ حتى لا يَزْدَري نعمةَ الله عليه؛ فعن أبي هريرة أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((انْظُروا إلى مَن هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى مَن هو فوقَكم؛ فهو أجدرُ ألاَّ تزدروا نعمةَ الله عليكم))؛ رواه مسلم.

انظر لهذا الصحابي بشّره الله بدخوله الجنّة على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم لمجرد أنه ينام وليس في قلبه شيئًا لأحد، ففي الحديث: «كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ليطلعن عليكم رجل من هذا الباب من أهل الجنة، فجاء سعد بن مالك فدخل منه» قال البيهقي: "فذكر الحديث قال: فقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: ما أنا بالذي أنتهي حتى أبايت هذا الرجل، فأنظر عمله قال: فذكر الحديث في دخوله عليه وراقبه حتى نهاية الحديث حينما سأله ما الذي يفعله لكي يدخل الجنة، فقال له إنه ينام وليس في قلبه حقدا أو غلا لأحد.

فغل القلوب وحقد النفوس يحض على الفجر في الخصام والضغائن، فيؤدي إلى هتك ستر مسلم، أو تتبع العورات، محاولات تصيد الزلّات، محاولات تشويه صورة المسلم والإفتراء عليه، السخرية من المسلم، وقد يصل الأمر إلى التفكير في قتل النفس التي حرم الله إلّا بالحق! وها هم إخوة يوسف أكبر دليل على ذلك: {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} [يوسف:9]، وإمرأة العزيز التي تفتري عليه الفاحشة حقدًا عليه لمقاومتها: {قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [يوسف:25]، وغيرها من المعاصي التي ترتكب بتحريض من النفس الحقودة، التي تجني ثمارها دنيا وآخرة.

الكلمات المفتاحية

نعم الله الحقد والغل والحسد جرائم الغل والانتقام أحمد زويل

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled من المواقف التي تدل على فرق واختلاف التفكير بين الدال على الخير، والحاقد فيه، ما يحكيه الراحل صاحب جائزة نوبل الدكتور أحمد زويل في عام ٢٠١٠ خلال مؤتم