أخبار

مظلوم في البيت والعمل ومع الناس؟.. روشتة نبوية تدخلك الجنة

الزم المروءة لنجاتك في الدنيا والتقوى للنجاة في الآخرة

هل يؤاخذنا الله بما استقر في النفوس؟ ولم نترجمه إلى أفعال؟ (الشعراوي يجيب)

3حقوق لو فعلتها لوجدت الله عندك يفتح لك أبواب كل شيء

ما هي حقوق الزوج بعد اكتشافه مرض زوجته؟

مسح الرسول على وجهه.. فكان يضيء في البيت المظلم

حسن الظن بالله سفينة النجاة في بحر الظلمات.. تعرف على صوره

هل الإنسان ظلم نفسه بتحمل الأمانة من الله؟.. تعرف على المفهوم الصحيح للآية

جامعية وأشعرأنني عاجزة وفاشلة ومستقبلي مظلم .. ماذا أفعل؟

الفقير أعلم باحتياجاته.. فلا تفتئت عليه واترك له الحرية في تحديد أولوياته

د. محمد داود الأمين العام للمركز العالمى للقرآن وعلومه: فقه تيسير الحج ضرورة حضارية (حوار)

بقلم | حوار : صابر رمضان | الخميس 30 يونيو 2022 - 03:02 م


بدأ توافد الحجيج على الأراضي المقدسة بالمملكة العربية لأداء فريضة الحج، وسط أجواء إيمانية تغمرهم، والتضرع إلى الله بأن يقبل حجهم، وأن يعيدهم مغفوري الذنب كما ولدتهم أمهاتهم.

ولا شك أن الحج هو شعيرة مرهونة بالاستطاعة، وقد حالت جائحة كورونا التي شهدها العالم في تقليل أعداد الحجيج خلال العامين الماضيين إلى مستوى غير مسبوق، خوفًا من انتشار العدوى، خاصة وأن الأعداد تقدر بالملايين. لكن بعد أن قررت السلطات السعودية بأن موسم حج هذا العام سيستوعب مليون حاج، عادت الأجواء إلى سابق عهدها في الأراضي المقدسة.

وعن فقه التيسير فى هذه الشعيرة كان الحوار مع الدكتور محمد محمد داود الأستاذ بجامعة قناة السويس والأمين العام للمركز العالمى للقرآن وعلومه بالقاهرة الذي دار حول الحج، والغاية منه، ووسائل التخفيف عن الحجيج وتفادي المشقة أثناء أداء المناسك.



*بداية .. لماذا التيسير قى الحج ؟


- دواعي التيسير في ظروف الحج المعاصرة كثيرة؛ منها الازدحام المتزايد عامًا بعد عام، ووجود ضعفاء وعجائز ومرضى بين الحجاج... إلخ.
كما وقفت على واقع الحجيج وأحوالهم، ومتى ينبغي على الحاج الأخذ بالعزيمة، ومتى يأخذ بالرخصة، ووقفت ـ كذلك ـ على أهمية ربط الحاج بمقصد شعائر الحج، وما يثمره ذلك من البناء الإيماني للحاج وتزكية نفسه بمكارم الأخلاق؛ حتى يعود إلى وطنه وقد تهيأ لإقامة دين الله تعالى.كذلك أهمية التعاون بين الإشراف الإدارى والإشراف الدينى ، للتيسير على الحجاج فى إطار ما تقدمه الشريعة من تيسيرات ،خاصة أثناء الزحام الذي يتزايد عامًا بعد عام، على الرغم من جهود العمران في التوسُّعات التي تقيمها المملكة لأماكن المشاعر المختلفة، فهذا الزحام يتسبَّب في:
جَلْب المشقَّة على بعض الحجَّاج في أداء المناسك.وتعريض بعض الحجاج لمخاطر صحية وحوادث قد تؤدي إلى الموت.وحرمان بعض الحجاج من أداء المناسك بروح إيمانية وسكينة وطمأنينة.وعدم تمكُّن بعض المسلمين من أداء مناسك الحجِّ فرضًا أو تطوُّعًا، مع رغبتهم القويَّة وحرصهم الشديد على ذلك.

*وما دور العلماء أمام هذه المشاكل ؟


تجلية المشاكل التي تُعطِّل تفعيل الجانب الشرعي الذي يُقدِّم حلولًا فَعَّالة في التعامل مع الأزمات والمواقف الصعبة والحشود الكبيرة.
بيان هَدْي الإسلام في تيسير العبادة، وبخاصة مناسك الحج.
بيان مجال الأخذ بالأحوط، ومجال الأخذ بالأيسر.
بيان أهمية ربط عبادة الحج بمقاصد التشريع التي بيَّنها القرآن الكريم؛ كي يثمر الحج البناء الإيماني للقلب، والتزكية الربانية للنفس.

*إن كان للعبادة مقاصد كريمة فى الشريعة الإسلامية ..فما المقاصد الشرعية لعبادة الحج ؟



- آيات القرآن الكريم جاءت لتبين لنا في وضوح تام المقاصد الشرعية من وراء هذه العبادات، من ذلك:
•الصــلاة: " وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر "( العنكبوت : 45 )
•الصيام : " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " ( البقرة : 183)
 الحـــــج: " الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله " ( البقرة : 183)
ولقد جاءت سورة الحج في مقاصدها العامة لإتمام تكوين العبد تكوينًا إيمانيًّا يؤهِّله لإقامة منهج الله تعالى؛ حيث جاء نصف السورة الأول بيانًا لأحكام المناسك، وجاءت السورة في نصفها الثانى تهيئة للقلب وإصلاحًا للسلوك البشري في رحاب الإيمان، وإعدادًا للمسلم للقيام بمهمته في الحياة، لإقامة دين الله تعالى، كما تأتي عبادة الحج لتخلِّص الإنسان من الأوزار والخطايا؛ ليرجع الإنسان كيوم ولدته أمه.

* الناس يخافون من كلمة التيسير أن يكون من ورائها نقص أو تفريط فى العبادة ؟


- التيسير توجيهٌ ربانيٌّ جاءت به آيات كريمة في القرآن الكريم، وهو كذلك سنة نبوية شريفة جاءت به أحاديث صحيحة، بل هو اختيار المصطفي بشرطٍ ضابطٍ للأخذ بالأيسر، وهو ما لم يكن إثمًا، لحديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: «ما خير رسول الله بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه».
أولًا. في القرآن الكريم:
-" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " ( البقرة : 286)
-" يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا " ( النساء : 28).

ثانيًا. في السنة النبوية:
-عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله يحب أن تُؤتَى رُخَصه كما يحب أن تُؤتَى عزائمه».
-عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال لي رسول الله غداة العقبة وهو على راحلته: «هات الْقُطْ لي»، فلقطت له حصيات هن حصى الخذف، فلما وضعتهن في يده قال: «بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغُلُوُّ في الدين» (الغُلُوُّ: التشدُّد ومجاوزة الحدّ).
-عن أنس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا»
-عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ : أن رسول الله وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه، فجاءه رجل فقال: لم أشعر فحلقتُ قبل أن أذبح؟ فقال: «اذبح ولا حرج»، فجاء آخر فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي؟ قال: «ارْمِ ولا حرج»، فما سئل عن شيء قُدِّم ولا أُخِّر إلا قال: «افعل ولا حرج».
-

* كيف يمكن للمؤمن أن يؤدى عبادة الحج على الوجه الذى أمر الله به ورسوله ؟


- عبادة الحج لها ثلاث مراحل : ماقبل الحج ، الحج ، مابعد الحج
تباشير التوفيق :
الاستعداد الإيماني لعبادة الحج يكون عونًا للحاج على أداء عبادة الحج على الوجه الذي يرجى له القبول .فالبدايات الصحيحة والجادة تبشر بنهايات ناجحة، لذلك عَدَّها العلماء من تباشير التوفيق.
و من أهم الآداب التي تكون بداية مبشرة لحج على هدى النبي هذه الآداب:
- الإخلاص وتجريد النية خالصة لله تعالى.
- معرفة أحكام المناسك وفق هدى القرآن والسنة؛ وقد جمع الله بين هذين الشرطين صفة للعمل الذي يُرجى قبوله عند الله، وذلك في آخر سورة الكهف، قال تعالى: " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا "( الكهف : 110 )0
• لقد ورد في سبب نزول هذه الآية أن رجلًا شُغِلَ بحب ثناء الناس ومَدْحِهم، فالتقى برسول
 الله ، وقال له: يا رسول الله، إنى أقف الموقف أريد وجه الله، وأريد أن يذكرنى الناس، فلم يَرُدَّ عليه النبي، فنزلت فيه هذه الآية من سورة الكهف.
إن الإسلام يرقب بعناية فائقة ما يصاحب أعمال الناس من نيّات، وما يلابسها من مشاعر وعواطف. ولا يرقى العمل ليكون موضع القبول عند الله تعالى إلا إذا تخلَّص من شوائب النفس وخلص لمرضاة الله وحده، وهذه حقيقة تؤكدها آيات القرآن الكريم، وظهرت واضحة فى هذا الموقف. قال الله تعالى: " الذى يؤتى ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى " ( الليل : 18- 21).
ولتصحيح اتجاهات القلب وتجريدها لله تعالى قال النبي: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى...» .
إذن فصلاح النية وإخلاص الفؤاد لرب العالمين يرتفعان بالعمل الدنيوى؛ ليكون طاعة لله تعالى.
والعمل لا اعتبار له عند الله تعالى إذا جاء مخالفًا لهدْي القرآن والسنة، فصلاحية العمل تكون بموافقة هدْي القرآن وهدْي سنة رسول الله.

وهكذا تحدد لنا الآية صفة العمل الذى يُرْجَى له القبول عند الله تعالى بأنه مشروط بشرطين؛ هما: الإخلاص، والموافقة للكتاب والسنة.
ووجود أحد الشرطين في العمل: الإخلاص، أو موافقة الكتاب والسنة، وافتقاد أحدهما ـ ليس كافيًا ليكون العمل عبادة يرجى لها القبول عند الله تعالى.
ومن هدى النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «إذا جمع الله تعالى الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه، نادى منادٍ: من كان أشرك في عمل عمله لله تبارك وتعالى أحدًا؛ فليطلب ثوابه من عند غير الله تعالى؛ فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك» .
1.النفقة الحلال، لأن النفقة الحرام تجعل الحج مردودًا على صاحبه؛ جاء في الحديث النبوي أن النبي قال: «إذا خرج الحاج بنفقة ووضع رجله في الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه منادٍ من السماء: لبيك وسعديك؛ زادك حلال وراحلتك حلال وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الحرام الخبيثة ووضع رجله في الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك: ناداه منادٍ من السماء: لا لبيك ولا سعديك؛ زادك حرام وراحلتك حرام وحجك مأزور غير مبرور».
وذهب جمهور العلماء إلى أن الحج بمال حرام صحيح، لكن يأثم صاحبه على ما اقترفت يداه من مال حرام؛ فالإجزاء غير القبول.
2.التوبة ورد المظالم الممكنة.
3.اختيار الرفقة الصالحة التي تعين على الطاعة والذكر، ويا حبذا لو كان بالصحبة عالم يرشدك ويربط الفوج بهدى القرآن والسنة.
4.كتابة وصيته قبل السفر.
الدعاء والتضرع إلى الله تعالى كى يمنحك الله التوفيق، قال تعالى: " ولولا فضل الله عليكم ورحمته مازكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكى من يشاء والله سميع عليم " ( النور :21 ).
@ للحج آدابٌ وأخلاقٌ وإيمانياتٌ، الفقه بها يجعل الحاج على وعى بما يرضى الله فى هذه العبادة؟
•عدم التأثر بالفتاوى التي تكون لأهل الأعذار، فالأمر فيه سعة. وفتوى غيرك قد لا تناسب ظروفك وصحتك؛ فلا يستوى الصحيح والسقيم.
•رحلة الحج بها تيسيرات، وبها أيضًا اختبارات، وعلى العبد الموفَّق أن يستقبل الشدائد والأزمات بالصبر والدعاء إلى الله تعالى بالتيسير.
•وقوف الحاج على آداب الحج؛ بترك الجدال والخلاف والنزاع من توفيق الله له؛ لقوله تعالى: " الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولافسوق ولا جدال فى الحج "( البقرة : 197 ). فلا يضيِّع الحاج هذه الأوقات الربانية المشهودة في لغو الكلام، أو الوقوع في غيبة أو نميمة أو نحو ذلك.
الحرص على دوام ذكر الله تعالى، فأيام الحج أيام ذكر ودعاء وخشوع وتبتُّل لله تعالى ، وفي آيات القرآن الكريم دعوة صريحة لهذه الآداب.
•وفي التأسِّي بسيدنا رسول الله إحياء لهذه الآداب السامية، من ذلك تواضعه لما أراد أن يحج، فأراد الصحابة أن يجهِّزوا له الدابة بحلسٍ ( الحلس: الفرش الذي يوضع على ظهر الدابة) جديدٍ يليق بقدره في قلوبهم، فقال لهم : «لا، اللهم اجعلها حجة لا رياء فيها ولا سمعة». ولما أراد أن يشرب في أثناء الحج طلب من العباس رضي الله عنه ماء، فأراد العباس أن يختصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء أعده له وقد علَّقه في شجرة ليبرد، فقال النبي: «يا عباس، اسقني مما يشرب الناس منه».
ولنا في سيدنا رسول الله أسوة حسنة، فينبغي ألَّا نتباهى بالحج الفاخر والسكن في فنادق فاخرة... ونحو ذلك، وإنما التواضع وسؤال الله القبول.
•أيضًا التزام السكينة عند أداء المناسك والبعد عن التدافُع والتزاحم، فالمسألة ليست في أجساد تتدافع، أو أنَّ مَنْ كانت له الغلبة فاز بالثواب، وإنما المسألة في قلوب تخشع، ويكون من الإنسان الإيثار والمحافظة على إخوانه، وسؤال الله التيسير له وللحجاج كلما صادف ازدحامًا أو مشقة، وكان نداء الحبيب المصطفي للصحابة في الحج: «أيها الناس، عليكم بالسكينة» وقوله: «فإن البرَّ ليس بالإيضاع، أي السرعة».
•عدم التردُّد على شيوخ متعددين، فاختلاف الإجابة يؤدي إلى التشكُّك والحيرة، والأفضل أن يسأل إمامه وشيخه؛ لأنه الأعلم ببرنامج الرحلة وظروف مجموعته، وهذه كلها معلومات تؤثر في الفتوى.
•احذر من وسوسة الشيطان أثناء وبعد الحج، فإنه يريد أن يُفسد عليك عبادتك، وذلك بتشكيكك في المناسك التي قمت بها، والوسوسة بإلقاء خواطر سلبية رديئة في صدرك تشوش عليك صفاء الروح وسكينة النفس.
فاستعن عليه بربك بالاستعاذة والذكر وعدم الاستجابة له، والاستعانة بأهل العلم في دفع تشكيكه ووسوسته.
•سر التوفيق من الله التعالى هو الدعاء قبل كل نسك ثم سؤال الله التوفيق والتيسير اللهم يسر.. ووفق وبعد إتمام النسك نسأل الله القبول "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" ( البقرة : )

*أود أن نعطى نماذج تطبيقية للتيسير فى مناسك الحج ؟



أولًا. في فرض الحج:
•من فقه التيسير أن الحج فرض في العمر مرة واحدة، وعلى المستطيع فقط، قال تعالى: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غنى عن العالمين " ( آل عمران : 97 )
•ومن التيسير أن الله تعالى جعل الحج في أشهر معلومات (ثلاثة أشهر:شوال و ذو القعدة وذو الحجة) وفي هذا متسع من الوقت يكفى لوصول الناس إلى البيت الحرام من الآفاق البعيدة وهذا عين التيسير.
ثانيا: الوقوف بعرفة:
•من التيسير في الحج أن الوقوف بعرفة ـ ركن الحج الأعظم ـ يحصل أداؤه بأية ساعة ليلًا أو نهارًا من طلوع شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر يوم النحر؛ لحديث عروة بن مُضَرِّس الطائي  قال: أتيت رسول الله بالموقف ـ يعني بجمع ـ قلت: جئت يا رسول الله من جبل طيئ، أَكْلَلتُ (أي: أتعبت) مطيَّتي، وأتعبتُ نفسي، والله ما تركت من جبل إلا وقفت عليه، فهل لي من حج؟ فقال رسول الله: «من أدرك معنا هذه الصلاة، وأتى عرفات قبل ذلك ليلًا أو نهارًا فقد تم حجه وقضى تفثه» (جمع: أى المزدلفة، وسميت بذلك لاجتماع الناس فيها، ولأنهم يجمعون المغرب مع العشاء فيها، تفثه: التفث في الحج: هو ما يفعله المحرم إذا حَلَّ: كقص الشارب والأظافر ونتف الإبط وحلق العانة، وكل ما يشمل إذهاب الوسخ مطلقًا).
•ومن التيسير في الوقوف بعرفة صلاة الظهر مع العصر جمعًا وقصرًا.
•ومن التيسير في الوقوف بعرفة منع صيام يوم عرفة للحاج، فصيامه سنة لغير الحاج.
ثالثا . فقه التيسير في الذبح:
•من التيسير جواز الإنابة فيه؛ ومن هنا جاءت مشروعية الهدي والأضاحي في الحج؛ حيث يقوم الحاج بدفع القيمة المادية للهدي أو الفدية ويُنِيب المؤسسة التي بها هيئة شرعية لمراقبة النُّسك حتى يتمَّ وفق السنة النبوية، وفي هذا تيسير يُتيح للمسلمين تنظيم نُسكهم بصورة حضارية، كما ينتفع بالذبائح حيث يتم توزيعها على فقراء العالم الإسلامي.
•ومن التيسير أنَّ من عجز عن تقديم الهدي فله صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله، فتلك عشرة كاملة، قال تعالى: " فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام " (البقرة: ١٩٦).
رابعا. فقه التيسير في الحَلْق:
•من التيسير أن العبد مخيَّـرٌ بين التقصير والحلق، والفرق بينهما فرق أفضلية؛ لحديث عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله قال: «اللهم ارحم المحلِّقِين»، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: «اللهم ارحم المحلِّقين»، قالوا: والمقصِّرين يا رسول الله؟ قال: «والمقصرين».
•ومن التيسير للحاج أن يحلِق ويذبح في أي وقت شاء من أيام التشريق بلا خلاف بين العلماء، والخلاف خلاف أفضلية فقط، وليس خلاف خطأ وصواب.

خامسا. فقه التيسير في السعي بين الصفا والمروة:
•لا يشترط له الطهارة.
•جواز قطع السعي للراحة أو الصلاة في جماعة ثم استكماله.
•جواز السعي ماشيًا أو راكبًا أو محمولًا.
سادسا. فقه التيسير في أعمال يوم النَّحْر:
•من التيسير في الحج جواز التقديم أو التأخير بين أعمال يوم النحر دون حرج (رمي جمرة العقبة ـ الحلق ـ الذبح ـ الطواف)؛ لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه، فجاءه رجلٌ فقال: لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح؟ فقال: «اذبحْ ولا حرج»، فجاء آخر فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي؟ قال: «ارْمِ ولا حرج»، فما سئل النبي عن شيء قُدِّم ولا أُخِّر إلا قال: «افعل ولا حرج».
•سابعا . فقه التيسير في طواف الوداع:
يرخص للحائض والنفساء والمرضى وأصحاب الأعذار بترك طواف الوداع، ويسد مسدَّه طواف الإفاضة؛ لقول ابن عباس رضي الله عنهما: خُفِّف عن المرأة الحائض، ولما قيل للنبي : إن صفية قد حاضت، قال: «أَحا بِستُنا هِيَ؟» قالوا: يا رسول الله: إنها قد أَفاضتْ، يعني طافت طواف الإفاضة، قال: «فانفرى إذن» يعنى: سافرى. وكذلك النفساء تأخذ حكم الحائض.
وإن أَخَّر الحاج طواف الإفاضة وأدَّاه قُبَيل السفر، كفي عن الوداع؛ لأنه يصدق عليه أنَّه آخر عهده بالبيت، وهذا ما عليه بعض أهل العلم .

*فماذا بعد الحج هل هناك امتداد لعبادة الحج بعد انتهاء المناسك وعودة الحاج إلى وطنه ؟


- بعد أداء المناسك كثير من الحجيج يرجو أن يطمئن على عبادته و يسأل: هل تقبل الله مني الحج؟
والحقُّ أن العلماء استخلصوا من السنة النبوية المطهَّرة علامات للعبادة التي يرجْىَ لها القبول عند الله تعالى، ومجموع هذه العلامات يلتقي عند تحقق مقصد العبادة في حياة الحاج بعد الحج.
نعم إن من أهم علامات القبول للعبادة أن يوفق العبد إلى طاعة بعدها؛ فالخير يؤدى إلى خير والشر يَجُرُّ إلى شر، فإذا ما قارن العبد حاله قبل الحج وحاله بعد الحج يمكن أن يقف على تحقق علامات القبول:
•فإذا وجد أن صلاته وصيامه وأخلاقه ومعاملاته صارت أفضل، فهذا من أوثق علامات القبول.
•نعم حين تجد أن الحج غَيَّر فيك الصفات المذمومة إلى صفات محمودة، فهذا من علامات القبول.
•حين تجد أن الحج حَوَّل فيك السلبيات إلى إيجابيات، فهذا من علامات القبول.
•حين تجد أن الحج حبَّبَ إليك الإيمان وتكاليف الإيمان وبغَّضَ إليك المعاصى، فهذا من علامات القبول.
•حين تجد أن الحج حَوَّلك من صحبة السوء إلى الصحبة الصالحة، فهذا من علامات القبول.
•حين تجد أن الحج حبَّبَ إليك الحلال وبَغَّض إليك الحرام، فهذا من علامات القبول.
•حين تجد أن أُنْسَكَ وسكينتك صارت في القرب من ربك في صلاتك وصيامك، وقرة عينك في ذكر ربك، فهذا من علامات القبول.
•حين تجد أن الحج أكسبك التواضع لإخوانك والتسامح مع الآخرين والعطف على الضعفاء، فهذا من علامات القبول.
•حين تجد أن الحج قد جعل عقلك يفكر في مرضاة ربك والتقرب إليه، فهذا من علامات القبول.
•حين تجد أن الحج جعلك تخشى الله ولا تخشى الناس، فهذا من علامات القبول.
•حين تجد أن الحج جعلك ترضى بما قسم الله لك، فهذا من علامات القبول.
•حين تجد أن الحج جعلك تجتهد في الإخلاص في عملك في سرك وعلانيتك، فهذا من علامات القبول.

•وإجمالًا قال الله تعالى، وليس بعد قول الله قول، ولا بعد بيان الله بيان:
" إن (المائدة).ما يتقبل الله من المتقين " ( المائدة : 27 ).

* كيف تقيمون الجهود التى تبذلها المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز فى تفعيل المؤسسات الإسلامية ودعم العمل الإسلامى ؟


- المملكة العربية السعودية تأتى فى مقدمة الدول التى تبذل جهدا مضنيا لخدمة العمل الإسلامى سواء على المستوى السياسى أو الرسمى أو العمل الخيرى الذى يعود بالنفع على المسلمين فى شتى بقاع الأرض ، وهى تحت قيادة عاهل المملكة العربية السعودية لا تتوانى عن تقديم جهودها ماديا ومعنويا لأى دولة إسلامية تحتاج الدعم ، أو من خلال مساندتها لكل حق عربى وإسلامى ، ومما يعزز ذلك هو ما يمتاز به خادم الحرمين الشريفين من مصداقية ووفاء بالعهود نظرا لمكانة بلاده فى قلوب المسلمين ، فهى بفضل جهود أبنائها والمسئولين فيها فى قلب كل حدث أو عمل إسلامى بقوة ، وندعو الله أن يحفظ بلاد الحرمين الشريفين قيادة وشعبا ووطنا .

الكلمات المفتاحية

دكتور محمد داود مناسك الحج فقه التيسير في الحج

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled بدأ توافد الحجيج على الأراضي المقدسة بالمملكة العربية لأداء فريضة الحج، وسط أجواء إيمانية تغمرهم، والتضرع إلى الله بأن يقبل حجهم، وأن يعيدهم مغفوري ال