أخبار

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

تخيرتها جميلة ففوجئت بقبحها.. كيف نخدع أنفسنا ونفشل في الاختيار؟

إنجاز الوعد من أخلاق الكبار.. هل سمعت بهذا؟

تقدم مذهل.. العلماء يبتكرون طريقة علاج جديدة لسرطان الدم

6ثمرات يجنيها العبد المؤمن إذ صبر علي هموم الدنيا .. فرّج الله همّه، ودفع عنه الضر ورفع درجته في مقدمتها

بعد معاناة استمرت 613 يومًا.. وفاة أطول مريض في العالم بفيروس كورونا

الثبات على المبدأ.. متى تتأكد من هويتك وتثبت لنفسك أنك على الحق؟

الإخلاص كلمة السر فى قبول الأعمال.. كيف نحققه؟

سر صمت "يونس" بعد خروجه من بطن الحوت

خطيبي يسألني عن مرتبي ومشاركتي في مصروفات البيت وأنا تضايقت ولذت بالصمت.. ما العمل؟

فضائل لا تحصي للصلاة والدعاء بالحرم المكي الشريف .. ولهذا عظم الله قدره وجعل الصلاة فيه بـ 100الف صلاة

بقلم | علي الكومي | الاربعاء 06 يوليو 2022 - 08:25 م

التوجه في الحج والعمرة إلى بيت الله الحرام  امر ذو ثواب عظيم ومقام رفيع وكيف لا وهذا البيت  هو مَحَلُّ نَظَرِ اللهِ، فيه الصلاةُ بمائةِ أَلفِ صَلاةٍ، وفيه يُستَجابُ الدُّعاءُ ، مَن تَعَلَّقَ بأستارِه أو وَقَفَ عندَ ملتزمه فإنَّه يكونُ مُجابَ الدُّعاءِ، بَيتٌ النَّظَرُ إليه عِبادة، وهذه أسرارٌ لا يعرفُها غيرُ المسلمين. فغيرُ المسلمين يَعتَقِدُونَ أنَّها مُجَرَّدُ حِجارة، والمسلمُ يَنظُرُ إليها وفي ذِهنِه ما يُروى عن رسولِ الله ﷺ في شأنِ الكعبةِ: "النظر إلى الكعبة عبادة".

وروي عن الحسنِ البَصرِيِّ رضى الله عنه -وهو مِن أئمّة التّابعين تَرَبّى في بَيتِ أمِّ سَلَمة رضي الله عنها-: (إنَّ صَدَقة دِرهَمٍ فيها بمائةِ أَلفٍ)، أي لو تَصَدَّقتَ وأنتَ في مَكّة فلَقِيتَ فَقِيرًا فأعطَيتَه شَيئًا فإنَّه يُحسَبُ لك بمائةِ ألفٍ، (وكذلك كلُّ حسنةٍ بمائةِ ألفٍ)، يعني عندما تُصَلِّي ركعتين فإنَّ أجرَهما يَعدِل أجرَ مائتى ألفِ رَكعة؛ ويُقالُ إنَّ السيئاتِ تَتَضاعَفُ بها كما تَتَضاعَفُ الحسناتُ؛ فلو أتَيتَ بسَيِّئة فإنَّها تُحسَبُ عليك بسَيِّئَتَينِ، سيئةٍ للذَّنبِ، وسيئةٍ لعَدَمِ احتِرامِكَ للمَكانِ.

اسرار التوجه لبيت  الله الحرام

الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف اشار في منشور له علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك " إلي أنجمهور العلماءِ على أنَّ مكةَ أفضلُ مِنَ المدينةِ، وكثيرٌ مِنهم فَضَّلَ المدينةَ على مكةَ، وذلك للجوار الشريف، ولأنَّ النبيَّ ﷺ مع حُبِّه لمكّة فإنَّه رجعَ مع الأنصارِ وقال: "كيف أنتم والناسُ يذهبون بغنائمِهم وتذهبون برسول الله" ، ففضَّلَ المدينةَ على مكةَ عَمَلاً وفِعلاً، حتى انتَقَلَ إلى جِوارِ الرَّفِيقِ الأَعلى فيها، فبُورِكَت به إلى يَومِ الدِّينِ.

وونبه مفتي جمهورية مصر العربية السابق ما بعدَ مكةَ بُقعة أفضَلَ مِن مدينةِ رسولِ الله ﷺ، هكذا يقولُ الإمام الغزاليُّ، فالأعمالُ فيها أيضًا مُضاعفةٌ، قال رسول الله ﷺ : "صلاةٌ في مَسجِدي هذا خَيرٌ مِن أَلفِ صلاةٍ فيما سِواه إلا المسجدَ الحرامَ) ؛ لأنَّ الحسنةَ فيه بمائةِ ألفٍ، وبعدَ مدينتِه ﷺ في الفضل.


وبعد مكة والمدينة تأتي الأرضُ المُقَدَّسة: أي المَسجِدُ الأقصى، فرَّجَ اللهُ عنه وحَرَّرَه، فإنَّ الصلاةَ فيه بخَمسمائةِ صلاةٍ فيما سواه إلا المسجدَ الحرامَ، وما بعدَ هذه البقاعِ الثلاثَ فالمواضعُ في الفضل مُتَساوِية إلا الثُّغُورَ؛ أي مدن الجهادَ في سبيلِ اللهِ، وأماكنَ صَدِّ العُدوانِ ورَفعِ الطُّغيانِ؛ فإنَّ المُقامَ بها للمُرابَطة فيه فَضلٌُ عظيمٌ. ولذلك قال ﷺ في شأنِ البَحثِ عن أفضَلِ الأماكنِ ومحاولةِ التِماسِ البَرَكة والثَّوابِ فيها: "لا تُشدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجد: المسجدِ الحرامِ ومسجدي هذا والمسجدِ الأقصى"، يَعنِي إذا أرَدتَ تَكثِيرَ الثَّوابِ فيجوز لكَ أن تَنتَقِلَ إلى هذه البلدانَ ابتِغاءَ الثَّوابِ؛ فالمساجد بعدَ المساجدِ الثلاثةِ إنَّما هي مُتَماثِلة في الثَّوابِ

وفي نفس السياق هناك  أسرار الإحرام في مقدمتها  التجرُّد والتَّر تَجَرُّدٌ يؤدِّي بنا إلى تَذَكُّرِ البِداياتِ، وتَركٌ يُؤَدِّي بنا إلى تَذَكُّرِ النِّهاياتِ كما ذَكَرنا، وبداياتُ طَرِيقِكَ اللهُ، يعني أنَّنا سَنَبدأ معَ اللهِ، ونهاياتُ طريقِ اللهِ أن يَفتَحَ علينا، ويُنَوِّرَ قُلُوبَنا، ويُعِينَنا على ذِكرِه وشُكرِه وحُسنِ عِبادتِه، ويَتَقَبَّلَنا عندَه، ويجعلَنا مِمَّن يَعبُدُه كأنَّه يَراه.إذن ففي الحجِّ والعمرة وأنت تَرتَدِي ملابس الإحرامَ تَرتَدِيها بهذه النِّيّة.

أسرارالإحرام  في  فريضة  الحج

ومن أسرار الاحرام كذلك الخروج من العادة فالأحرام أَخرَجَكَ مِن إلفِكَ: فأخرجك من ثيابِك. لقد نظرَ بعضُهم إلى أنَّ الخروجَ مِنَ العادةِ عِبادة؛ أي أنَّك تَرتَدِي الملابسَ المُختَلِفة وأُمِرتَ بهذا اللباسِ {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} فأخرَجَكَ في الحجِّ والعمرة مِن هذه العادةِ إلى لِباسٍ لم تألَفه، هذا يُذَكِّرُك ببِداية مَجِيئِكَ إلى الدُّنيا؛ فإنَّك تَجِيءُ إليها مِن غَيرِ ملابسَ، إنَّما اللهُ سبحانه وتعالى هو الذي جعلَ هناك عورةً يجبُ أن تُستَرَ وجَعَلَها في الرجالِ بينَ السُرّة إلى الرُّكبة، وجعلَها في النساءِ كُلَّ البَدَنِ إلا الوجهَ والكَفَّينِ، فهذه إشارةٌ للبدايةِ.

ومن أسرار الإحرام كذلك كونه إشارةٌ إلى النهايةِ لأنَّه حين الدَّفنِ لا نَدفِنُ المَيِّتَ عُريانًا معَ أنَّه كان مِنَ المُمكِنِ أن يُقَدِّرَ اللهُ خُرُوجَنا كدُخُولِنا، لكنَّه سبحانه وتعالى كَرَّمَنا وجعلَ لنا ثيابًا، لكنَّ هذه الثيابَ تُشبِه الإحرام، فالإحرامُ أثناءَ تَجَرُّدِك مِن ثِيابِكَ يُذَكِّرُك بالميلادِ ويُذَكِّرُك بأنَّ هذا الحَجَّ سيجعَلُك كيومِ ولدتك أمُّك، ثمَّ يُذَكِّرُك بالنهايةِ بأنَّك ستعودُ إلى القبرِ مِن غَيرِ ملابسَ فيها جيوب،

اقرأ أيضا:

ضعف الشخصية أول طريق الغواية والحرام.. كيف توطن نفسك؟

، ولذلك قال ﷺ: "أيها الناسُ، اتقوا اللهَ وأَجمِلُوا في الطَّلَبِ؛ فإنَّ نَفسًا لن تَمُوتَ حتى تَستَوفِيَ رِزقَها وإن أَبطَأَ عنها، فاتَّقُوا اللهَ وأَجمِلُوا في الطَّلَبِ؛ خُذُوا ما حَلَّ ودَعُوا ما حَرُم"، أي بألا تَتَكالَب على الدنيا، فإن الميِّتَ لا يأخذُ معه في قَبرِه إلا عملَه، فانظروا إلى مَن يَدَّخِرُ لمَن بعدَه فكأنَّما باعَ دِينَه -إذا كان قد أَتى مِن غيرِ حِلِّه- بدُنيا غيرِه وخرجَ مِنَ الدنيا بلا شيءٍ، فلن يُوضَعَ معه في قبرِه مالٌ ولا جاهٌ. فلا تُدخِل على نفسِك إلا الحلالَ، ولو دخلَ شيءٌ حرامٌ استِكثارًا وبَطَرًا فإنَّك سوف تَترُكُه بالمَوتِ الذي لا تَعلَمُ متى سَيأتِيك.



الكلمات المفتاحية

فريضة الحج بيت الله الحرام التوجه الي الكعبة اسرار الاحرام خلال الحج مكة المكرمة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled وروي عن الحسنِ البَصرِيِّ رضى الله عنه -وهو مِن أئمّة التّابعين تَرَبّى في بَيتِ أمِّ سَلَمة رضي الله عنها-: (إنَّ صَدَقة دِرهَمٍ فيها بمائةِ أَلفٍ)،