في ظل توقعات بارتفاع درجات الحرارة، وتلوث الهواء خلال السنوات المقبلة، حذرت دراسة حيثة من أن الحرارة المقترنة بالدخان الضبابي يمكن أن تشكل مزيجًا قاتلًا بشكل خاص لكبار السن.

وقال الباحث الرئيسي إم دي مصطفجور رحمان، باحث ما بعد الدكتوراه في كلية الطب بجامعة جنوب كاليفورنيا، إنه على الرغم من أن الحرارة الشديدة وتلوث الهواء يزيدان من خطر الموت، إلا أن الجمع بينهما يزيد من المخاطر بشكل كبير.

وتزيد الأيام الحارة للغاية من خطر الوفاة بنسبة تزيد قليلاً عن 6 في المائة. وفي الأيام التي يكون فيها تلوث الهواء مرتفعًا، تزداد مخاطر الوفاة بنسبة 5 في المائة. ويزداد الخطر في الأيام شديدة الحرارة شديدة التلوث، لتصل نسبة الوفاة إلى 21 في المائة.

واستند الباحثون في نتائجهم إلى شهادات وفاة من إدارة الصحة العامة بكاليفورنيا لتحليل أكثر من 1.5 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء الولاية بين عامي 2014 و2019. كما استعانوا ببيانات عن درجة حرارة الهواء ومستويات الجسيمات الدقيقة (PM2.5)، المعروف أنها تسبب مشاكل صحية.

واكتشف الباحثون أنه في الأيام التي كانت فيها تلوث الهواء والحرارة مرتفعة، قفز خطر الوفاة من أمراض القلب بنسبة 30 في المائة تقريبًا، وزاد خطر الوفاة بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي بنسبة 38 في المائة، وفقًا لوكالة "يو بي آي".

اظهار أخبار متعلقة

زيادة في خطر الموت

وعندما كانت مستويات الحرارة والتلوث مرتفعة على حد سواء، كان أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا يعانون أكثر من غيرهم، إذ عانى 36 في المائة من زيادة في خطر الموت، مقارنة مع 8.5 في المائة زيادة في الخطر للأشخاص الذين يبلغون من العمر 75 عامًا أو أقل.

وكانت الوفيات أكثر شيوعًا بين المصابين بقصور القلب والالتهاب الرئوي. فيما تكهن الباحثون أنه عندما تكون الحرارة وتلوث الهواء شديدين، فقد يعاني الناس من المزيد من الالتهابات والإجهاد التأكسدي، بالإضافة إلى مشاكل في تنظيم درجة حرارة الجسم.

وينصح معد الدراسة، أولئك المعرضين للخطر أثناء ارتفاع درجات الحرارة وتلوث الهواء بالبقاء في منازلهم في مكيفات الهواء، أو إذا لم يكن لديهم مكيف للهواء، بالذهاب إلى المكتبات أو مراكز التسوق أو مراكز التبريد المجتمعية.

تدخلات متعددة المستويات

وقالت كبيرة الباحثينن إريكا جارسيا، الأستاذة المساعدة في علوم السكان والصحة العامة في كلية الطب بجامعة جنوب كاليفورنيا: "مع تقدم تغير المناخ، سنحتاج إلى تدخلات متعددة المستويات. سنضطر إلى الاعتماد على بعض السلوكيات الفردية، لكننا نحتاج أيضًا إلى صانعي السياسات لوضع السياسات المناسبة وتقديم الدعم المناسب، لذلك يمكن أن يكون هناك جهد مستمر لإنقاذ الأرواح".

قال الدكتور عفيف الحسن، المتحدث باسم جمعية الرئة الأمريكية، الذي لم يكن جزءًا من الدراسة، إن النتائج "مثيرة للقلق" ولكنها "ليست مفاجئة".

وأضاف: "تتحدث الدراسة بوضوح عن حقيقة أن أيًا من جزيئات الدخان في الهواء أو في يوم شديد الحرارة - سيؤثر على الجسم، وربما أكثر مما نعتقد، ولكن عندما تضيف واحدًا إلى الآخر، فإنه لا يضيف إليه فحسب، بل يزيد الأمر سوءًا بالمضاعفات".

ولمقاومة هذه الظروف القاسية، يعتقد الحسن أن الناس يجب أن يكونوا في أفضل حالة بدنية. وهذا يعني السيطرة على ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض الجهاز التنفسي.

غير أنه بالنسبة للكثيرين، فإنه هذا لا يكفي. لذا قال إنه يجب على الناس البقاء في بيئة مكيفة خلال هذه الأوقات الشديدة الحرارة والتلوث. ويعتقد الحسن أيضًا أن الحرارة الشديدة وتلوث الهواء سيزدادان سوءًا، و"لسوء الحظ، يمكننا توقع المزيد من الوفيات".