يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (الأعراف 180)، ومن ثم على كل مسلم أن يبحث في معاني هذه الأسماء الجليلة، ولعل منها وأبرزها اسم الله تعالى (الحميد)، وهو الاسم الذي ورد في القرآن في أكثر من موضع، ومنها قوله تعالى: «وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ » (البقرة: 267).
وهو اسم يجب على كل مسلم معرفة معانيه والتلفظ به آناء الليل والنهار، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع: «اللَّهُمَّ ربَّنَا لَكَ الحَمْدُ مِلءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلءَ الأَرْضِ، وَمَا بَيْنَهُمَا، وَمِلءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالمَجْدِ، لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ».
المحمود دائمًا
فالله عز وجل هو المحمود دائمًا.. والحميد على وزن فعيل فهو سبحانه وتعالى محمود من البشر وهو يستحق كل الحمد ولذلك فإنه الحمد لله رب العالمين ، والألف واللام في كلمة الحمد قد تكون للجنس يعني تقول جنس الحمد لله رب العالمين ، وقد تكون هذه الألف واللام للاستغراق أي كل الحمد ، يعني استغرقنا كل أنواع الحمد لله رب العالمين ، فالألف واللام سواء كانت للجنس أو للاستغراق فإن هذا يدل على أن الحمد أول من يستحقه هو الله سبحانه وتعالى ، فهو رب العالمين.
وقد أمرنا الله عز وجل، بحمده وشكره فقال في كتابه الكريم: «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُون» ، كما علمنا في فاتحة الكتاب التي نقرأها سبعة عشر مرة كل يوم في الصلاة على سبيل الفرض أن نبدأ فنقول (بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿١﴾ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، نقر أن كل الحمد وجنس الحمد إنما هو لله رب العالمين.
اقرأ أيضا:
الفتور بعد مواسم الطاعات ..داء يصيب كثيرين وهذا علاجهشكر الناس
لم يتوقف الأمر الإلهي عند حمده سبحانه وتعالى، وإنما أيضًا أمرنا سبحانه وتعالى أن نشكر الناس وجعل ذلك من كمال حمده سبحانه وتعالى فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «من لا يشكر الناس لا يشكر الله»، ومن ثمّ فإن كلمة من لا يشكر الناس لا يشكر الله كلمة عظيمة تدل على أخلاق المؤمن وأنه يجب أن يشكر الله سبحانه وتعالى حتى في صورة شكر البشر على كل نعمة يوصلها الله سبحانه وتعالى إليه عن طريق أولئك البشر.
فالله سبحانه وتعالى حميد، فسبح واحمد ربك فإنه هو الولي الحميد، قال تعالى: «وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ » (الشورى: 28).