مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
حق لك التعب يا عزيزتي والشعور بالأسى والإرهاق، فالعلاقات تهتريء، وتتميع، وتتمزق بالإنفصال ثم المعاودة ثم الإنفصال ثم المعاودة، كالخدوش التي مع تكرارها تتمزق قماشة القلب القماش.
في العلاقة الزوجية يا عزيزتي على قدسيتها، وميثاقها، وديمومتها، كان التقنين الشرعي لـ " الطلاق " - وهو ما يعني الإنفصال وانفصام العلاقة - " الطلاق مرتان "، " مرتان " بعدها " امساك بمعروف " أو " تسريح بإحسان"، والله سبحانه وبحمده أعلى وأعلم فلتحديد عدد المرات لإمكانية الإنفصال والمعاودة بـ " مرتين " فقط حكمة، وهو ما تم ذكره، فليس الأمر عبثيًا، وليس المرء جمادًا، بل حتى الجماد يبلى على كثرة الرد، فما بالك بعاطفة وعلاقة؟!
ما هو واضح يا عزيزتي أنك ارتبطت بشخص اكتشف ووضح لديه تمامًا أنك متسامحة، محبة، بل محتاجة إلى حبه، منتظرة له، تغفرين وتتقبلين الأعذار، أنت سهلة الطبع والخلق، لينة، هينة، طيعة، ما يمكن تسميته بـ " الشخصية الإرضائية " !
أنت له علاقة مريحة، يشير بإصبع " الإسقاطات والمبررات الواهية والأكاذيب" فتغادرين، ثم بإصبع الاحتياج النفسي والعاطفي فتعودين، وهو اعتاد ذلك كله منك، فأصبح يتلاعب- بقصد أو بدون قصد- بمشاعرك، فخيوط شخصيتك معه، وأنت عروس ماريونت، هكذا يراك، وهكذا يفعل بك، يمل منك فيغادر ويختلق أسبابًا مؤذية لك، فتغادرين وعلى الرغم من ألم الإهانة تعودين!
" علاقة إدمانية " يا عزيزتي وليست "حبًا"، هو ليس جادًا، ولا يرغب في العلاقة لكنه يحتاج إلى" الجرعة " فينتكس، فيعاود الرجوع، ثم يبتعد، ثم يعود، وهكذا، ربما، حتى يجد "مادة" أخرى غيرك يدمنها.
هناك قاعدة في العلاقات يا عزيزتي مفادها أن " المعاودة السهلة هي بوابة تكرار الإنفصال "، وأنت تنفذينها ببراعة منقطعة النظير، تعودين بسهولة وهو يعرف هذا، ولكن " تكرار" الإنفصال مؤكد، ووجودك في علاقة مؤذية هكذا سيصيب مشاعرك بالعطب، ويستنزف طاقتك وعاطفتك، ويستهلك وقتك وعمرك، ويسمم حياتك كلها، فلا تصدقيه مرة أخرى، ولا تعودي، فأنت تستحقين علاقة "حقيقية"، "صحية"، تحترم فيها مشاعرك، وتجدين فيها التقدير، ووحده الشعور بالاستحقاق وحبك لنفسك سيجعلك تخافين عليها ولا تمنحيها مرة أخرى لمن لا يستحق هكذا، وليخلف الله عليك بعلاقة صحية، جادة، تجدين فيها نفسك واحترامك لها، فخزائن الله ملآى يا عزيزتي، فلا تخشي من ذي العرش إقلالًا.
تعلمي قول"لا" لتحمي نفسك، وتعلمي كيف تشبعين احتياجاتك النفسية والعاطفية بشكل صحي، ومن مصادر آمنة، حتى لا يجمح بك الاحتياج للري من الماء الآسن، ويمكنك هنا طلب المساعدة النفسية المتخصصة لتتعلمي هذا كله، وتبدأين السير في رحلة تعافي من هذه العلاقة السامة، وتصبحين نسخة أفضل من نفسك أكثر نضجًا ووعيًا.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟