ما من امرأة إلا وتشكو من غسيل المواعين، وفي حين يبدو ذلك "فرضًا" يوميًا على البعض، فإن هناك من قد تضطر لتأخير تنظيفها لأسباب مختلفة، وبالتالي تتركها في الحوض، وتسأل البعض منهن: هل تركها هكذا يجلب الشياطين؟.

لا يجوز له أن يترك الآنية التي فيها الشراب، أو الصحاف التي فيها الطعام إلا وهي مغطاة، ولو وضع في الثلاجة فيرجى أن تكون بمثابة الغطاء، ذلك أن تغطية الإناء ليلاً واجب، وهذا خير للمسلم في دينه ودنياه والأحاديث الصحيحة صريحة في ذلك.

فقد أخرج مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «غطوا الإناء، وأوكوا السقاء، وأغلقوا الباب، وأطفئوا السراج. فإن الشيطان لا يحل سقاءً، ولا يفتح باباً، ولا يكشف إناءً. فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عوداً، ويذكر اسم الله فليفعل. فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم».

ترك الإناء مفتوحًا

أيضًا حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أن ترك الإناء مفتوحًا قد يجلب الأوبئة، ففي حديث في مسلم يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «غطوا الإناء، وأوكوا السقاء ؛ فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء»، ولعل في هذا سراً عجز عنه الأطباء، ولعلهم يعرفونه في يوم من الأيام، ولعل هذا سبب لحصول الداء في أول أمره، الذي لم يكن قد عرف من قبل.

وقد أكد النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، على هذا الأمر تأكيداً شديداً، فقال: «فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عوداً، ويذكر اسم الله فليفعل»، وهذا خير للمسلم في الحال والمآل، والمعاش والمعاد، والله أعلم، ففي الحديث دلالة على أهمية الحفاظ على هذه السنة، حتى أرشد النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، إلى أدنى الأمور لحفظ الإناء، بأن: من لم يجد ما يغطي به إناءه أن يعرض على إنائه شيئاً ولو عودًا.

وجاء عند البخاري ما يبين أن التغطية للطعام والشراب، وليس خاصًا بالشراب فقط، فعن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ إِذَا رَقَدْتُمْ، وَغَلِّقُوا الْأَبْوَابَ وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ، وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشرابَ، وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ عَلَيْهِ».

اقرأ أيضا:

لماذا حجب الله عنا رؤية إبليس؟

هنا الشيطان

ليعلم كل مسلم أن الشيطان حريص كل الحرص على أن يفسد أي شيء يستخدمه الإنسان، وخصوصًا الطعام والشراب، فتأمل عزيزي المسلم كيف أن الشيطان حريص على ملازمة العبد، وإفساد أمور دينه، ودنياه، فهو يأكل ويشرب، ويبيت، ويبول، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه، في الرجل الذي نام ليلةً حتى أصبح، قال: «ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشيطَانُ فِي أُذُنَيْهِ، أَوْ قَالَ: فِي أُذُنِهِ»، ويضحك، وذلك إذا تثاءب الإنسان ولم يكظم، أو يغط فاه، ويبكي، وذلك إذا سجد العبد في سورة فيها سجدة اعتزل الشيطان يبكي، يقول: «أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ؛ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ؛ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ»، فما علينا إلا الانصياع لما نصحنا به رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، حتى نسلم من خطط الشيطان وتصرفاته.