مرحبًا بك يا عزيزتي..
أحمد الله لك على معارفة سبب كل هشه المشاعر التي سيطرت عليك كل هذه الأعوام الطويلة، وأدعوك لتخيل عدم اكتشاف الأمر وما كان سينتج عنه من الاستمرار فيه بكل هذا الغموض والأسى.
أحمد الله لك أنك أصبحت بالغة راشدة ولم تعودي طفلة مسكينة، حائرة، غير قادرة على التعبير عن مشاعرها.
لقد صادقت الحزن بدرجة وصلت للمرض بدون أن تدري، لكنك الآن أصبح بإمكانك توديعه ولكن رويدًا رويدًا.
أحمد الله لك لـ"وعيك" بما حدث لك من آثار للحزن بسبب فقد والدتك، فهذا "الوعي" منجاة حقيقية إن شاء الله وهو أولى خطوات العلاج.
أحمد الله لك أنك لم تغرقي في هذا الحزن والاكتئاب ويسرقك الوقت والعمر، حتى تصبحين في مرحلة الكهولة أو الشيخوخة-كثيرون هكذا- وتكتشفين الأمر متأخرًا جدًا مما يصعب عملية التعافي.
وعلى ذكر "التعافي" فهو خطوتك الضرورية والمفصلية بمساعدة معالج/ة نفسي/ة ماهر/ة وأمين/ة، فالمعالج هو الشخص الذي يمتلك أدوات خاصة وخطط علاجية تحرر مشاعرك وتعافيك من صدمة قديمة هي فقد والدتك وما نتج عنها من تعامل غير صحي مع مشاعرك، وعندها وبعدها ستكتشفي أنك شخص آخر، نسخة أفضل، وهذا هو مكسب رحلة التعافي وهدفها.
حتى تتمكني من الحصول على هذا المعالج/ة يا عزيزتي اخرجي للحياة، والناس، وتواصلي معهم، من خلال رياضة، عمل، دراسة، هواية، إلخ، ومارسي تمارين التأمل والاسترخاء وستجدين فيديوهات مرشدة لك كثيرة في هذا السياق على الانترنت، وتعاملي مع نفسك ومشاعر الحزن باحترام، فأنت انسان طبيعي له مشاعر كان من الطبيعي أيضًا أن تحدث، والفارق الآن أنك ستتعاملين معها بشكل صحي ليس انكارًا ولا دفنًا وكبتًا كما الماضي، بل ستكتبين عنها، وتتحدثين مع من تثقين عنها، وترسمينها، إلخ أدوات ووسائل التعبير عن المشاعر.
هيا يا عزيزتي، ابدئي في اخراج نفسك من بوتقة حزنها وألمها.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.