مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
لعلك سمعت من قبل جملة "جوازة والسلام" !
وما سردتيه هنا يوحى بأن هذه الخطوبة هي كذلك ومصيرها هو "جوازة والسلام"، فلا هي تشبع لكل منكم احتياجاته النفسية، ولا هي تلقى "قبولًا" حقيقيًا "متبادلًا".
هو يحبك وماذا عنك؟!
هناك طبيب نفسي شهير اسمه الدكتور محمد طه، وهو أستاذ في الطب النفسي ومشهور بالحديث في العلاقات العاطفية، ومن خلال كتبه تحدث عن هذا النوع من العلاقات العاطفية المؤذية السامة التي يتزوج فيها الاضطراب أو المرض النفسي في كل شريك من الآخر وليس الأشخاص أنفسهم!
بمعنى أن يرتبط شخص نرجسي بآخر إرضائي، لا لشيء سوى أن اضطراب النرجسية يناسبه ويريحه للغاية اضطراب الارضائية، فجذب إليه، وكلًا منهم لا يدري لماذا انجذب للآخر، ولا لم هو مقيم في العلاقة على عذابها له، وعدم اعجابه التام بها!
هذه هي حالتك مع خطيبك يا عزيزتي.
والحل هو أن تعرفي "معنى" "علاقة عاطفية"، وأن المشاعر فيها لابد وحتمًا تكون "متبادلة" و"مشبعة"، وكيف ترين المميزات في خطيبك وتكبريها، و"تقبلي" العيوب، وتتكون لديك مشاعر حب وقبول له على الرغم من وجود هذه العيوب، فإن لم تستطيعي فلا تكملي في العلاقة حتى لا تظلمي خطيبك ونفسك.
لا تكوني ممن يبحثن عن "رجل" والسلام، و"خطوبة" والسلام، و"وجود ذكر يحب ويكرم ويتغزل" والسلام، هو مثل غيره لديك، فليس هذا زواج، وليست هذه علاقة، وإنما العذاب بعينه.
لو فتحت قلبك وغصت في أعماقه فستجدينه يئن، وممتليء بالمشاعر السلبية تجاه العلاقة، ففيم هذا العذاب المقيم الذي حتمًا سيكبر ويتعملق باستمرار العلاقة وتحولها إلى زواج بمسئولياته ومتطلباته وصعوبته وتحدياته؟
أعتقد أن الاجابة هي تلك الشائعة لدى المساكين، أرامل الحب كما يسمون، وهي لأني"عاوزة أحب وأتحب"!!
دعيني أكملها لك، "عاوزة أحب وأتحب والسلام"!
هيا يا عزيزتي، أفيقي لأجلك، فالمشاعر غالية، والحياة غالية، ونفسك غالية وهي كذلك لدى الآخرين.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.