أخبار

ما حكم الأضحية وعلى من تجب؟

خلال شهور الصيف.. كيف تتغلب على ارتفاع الصداع النصفي؟

تحذير من مخاطر النوم في المروحة خلال الصيف: هذا ما تفعله في جسمك

هؤلاء اشتروا آخرتهم بدنياهم فكسبوا الدنيا والآخرة.. التجارة مع الله لا تخسر أبدًا هذه فضائلها

قال عنها النبي من سره أن ينظر إلى الحور العين فلينظر إليها.. فمن هي وما قصتها؟

تعرف على أسوأ ذنب يمكن أن تعصى الله به

الساعة.. هل جاء أشراطها؟

الاستغفار حياة جديدة تعرف على فوائده على الروح والبدن

ماذا تفعل تقوى الآباء في تربية الأبناء؟

أشد ما يغضب الله ويمحى به الصدقات والحسنات

تقارب الزمان من علامات الساعة.. هل حدث بالفعل؟ وهل هو مادي أم معنوي؟

بقلم | خالد يونس | الثلاثاء 26 يوليو 2022 - 09:56 م

من علاماتالساعة الصغرى أن يتقارب الزمان وتصبح وحداته من يوم وأسبوع وشهر وسنة تمر وكأنهاأقل من مدتها الحقيقية، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه من أحاديثصحيحة أن من علامات الساعة تقارب الأزمنة، وقد بوَّب الترمذي في سننه بابا بعنوانبَابُ مَا جَاءَ في تقارُبِ الزَّمنِ وقصرِ الأملِ. روى فيه حديث أنسِ بنِ مالكٍالذي قال فيه : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم: (لا تقومُالسَّاعةُ حتَّى يتقارَبَ الزَّمانُ وتكونَ السَّنةُ كالشهرِ والشَّهرِ كالجمُعةِوتكونَ الجُمعةُ كاليومِ ويكونَ اليومُ كالسَّاعةِ وتكونَ السَّاعةُ كالضَّرمةِبالنَّارِ). وقد اختلف العلماء في معنى تقارب الزمان فمنهم من ذهب إلى أن التقاربحسي ومنهم من قال إن التقارب معنوي . 

ويفصل الشيخمحمد صالح المنجد اختلافات العلماء بقوله: روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَقَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تَقُومُالسَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ ، وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ ، وَيَتَقَارَبَالزَّمَانُ ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهُوَ الْقَتْلُالْقَتْلُ ، وحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ ) . وروى أحمد عَنْأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، فَتَكُونَ السَّنَةُكَالشَّهْرِ ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُكَالْيَوْمِ ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ ، وَتَكُونَ السَّاعَةُكَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ ) والسعفة هي الْخُوصَةُ. قال ابن كثير : إسناده على شرطمسلم أهـ . وصححه الألباني في صحيح الجامع فهذان الحديثان يدلان على أن من علاماتالساعة تقارب الزمان . 

وقد اختلفالعلماء في معنى تقارب الزمان على أقوال كثيرة ، وأقوى هذه الأقوال: أن تقاربالزمان يحتمل أن يكون المراد به التقارب الحسي أو التقارب المعنوي . أما التقاربالمعنوي ؛ فمعناه ذهاب البركة من الوقت ، وهذا قد وقع منذ عصر بعيد . وهذا القولقد اختاره القاضي عياض والنووي والحافظ ابن حجر رحمهم الله . قال النووي : المرادبقصره عدم البركة فيه وأن اليوم مثلا يصير الانتفاع به بقدر الانتفاع بالساعةالواحدة . 

وقال الحافظ :والحق أن المراد نزع البركة من كل شيء حتى من الزمان، وذلك من علامات قرب الساعة..أهـ . ومن التقارب المعنوي أيضاً : سهولة الاتصال بين الأماكن البعيدة وسرعته ممايعتبر قد قارب الزمان ، فالمسافات التي كانت تقطع قديماً في عدة شهور صارت لاتستغرق الآن أكثر من عدة ساعات . 

الشيخ عبدالعزيز ابن باز : في تعليقه على فتح الباري : التقارب المذكور في الحديث يُفسّربما وقع في هذا العصر من تقارب ما بين المدن والأقاليم وقِصر المسافة بينها بسبباختراع الطائرات والسيارات والإذاعة وما إلى ذلك ، أهـ . وأما التقارب الحسي ؛فمعناه : أن يقصر اليوم قصراً حسياً ، فتمر ساعات الليل والنهار مروراً سريعاً ،وهذا لم يقع بعد ، ووقوعُهُ ليس بالأمر المستحيل ، ويؤيده أن أيام الدجال ستطولحتى يكون اليوم كالسنة وكالشهر وكالجمعة في الطول ، فكما أن الأيام تطول فكذلكتقصر . وذلك لاختلال نظام العالم وقرب زوال الدنيا . 

ونقل الحافظ في“الفتح” عن اِبْنِ أَبِي جَمْرَة أنه قال : يحتمل أن يكون المراد بتقارب الزمانقصره على ما وقع في حديث: ” لا تقوم الساعة حتى تكون السنة كالشهر ” وعلى هذافالقصر يحتمل أن يكون حسيا ويحتمل أن يكون معنويا. 

أما الحسي فلميظهر بعد ولعله من الأمور التي تكون قرب قيام الساعة، وأما المعنوي فله مدة منذظهر يعرف ذلك أهل العلم الديني ومن له فطنة من أهل السبب الدنيوي فإنهم يجدونأنفسهم لا يقدر أحدهم أن يبلغ من العمل قدر ما كانوا يعملونه قبل ذلك، ويشكون ذلك،ولا يدرون العلة فيه، ولعل ذلك بسبب ما وقع من ضعف الإيمان لظهور الأمور المخالفةللشرع من عدة أوجه، وأشد ذلك الأقوات ففيها من الحرام المحض ومن الشبه ما لا يخفىحتى إن كثيرا من الناس لا يتوقف في شيء ومهما قدر على تحصيل شيء هجم عليه ولايبالي، والواقع أن البركة في الزمان وفي الرزق وفي النبت إنما يكون من طريق قوةالإيمان واتباع الأمر واجتناب النهي، والشاهد لذلك قوله تعالى (ولو أن أهل القرىآمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) . 

ونحوه قالهالسيوطي في “‏الحاوي للفتاوي” ، فإنه قال في معنى الحديث : “قيل: هو على حقيقتهنقص حسي ، وأن ساعات النهار والليل تنقص قرب قيام الساعة . وقيل : هو معنوي وأنالمراد سرعة مر الأيام ونزع البركة من كل شيء حتى من الزمان . . . وفيه أقوال غيرذلك . أهـ . وهذه الأقوال الثلاثة : “نزع البركة” و “سهولة الاتصال” و “التقاربالحسي” لا تعارض بينها ، ولا مانع من حمل الحديث عليها جميعها . 

وقد قيلت أقوالأخرى في معنى “تقارب الزمان” غير أنها لم تبلغ من القوة درجة الأقوال السابقة .منها : ما قَالَه الْخَطَّابِيُّ : من استلذاذ العيش قال الحافظ : يُرِيد-وَاَللَّه أَعْلَم- أنه يقع عند خروج المهدي ووقوع الأمنة في الأرض وغلبة العدلفيها فيستلذ العيش عند ذلك وتستقصر مدته، وما زال الناس يستقصرون مدة أيام الرخاءوإن طالت ويستطيلون مدة المكروه وإن قصرت، ثم قال الحافظ : ونقُول : إنما احتاجالخطابي إلى تأويله بما ذكر لأنه لم يقع النقص في زمانه، وإلا فالذي تضمنه الحديثقد وجد في زماننا هذا فإنا نجد من سرعة مر الأيام ما لم نكن نجده في العصر الذيقبل عصرنا هذا وإن لم يكن هناك عيش مستلذ، والحق أن المراد نزع البركة 

ومنها : ماقَالَه اِبْن بَطَّال أن المراد ” تقارب أحوال أهله في قلة الدين حتى لا يكون فيهممن يأمر بمعروف، ولا ينهى عن منكر؛ لغلبة الفسق وظهور أهله.أهـ . وهذا التأويلخلاف ظاهر الحديث ، ويرده قوله صلي الله عليه وسلم في الحديث الآخر : ( لا تَقُومُالسَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ . .. الحديث) . فإنه ظاهر أن المراد تقارب الزمان نفسه ، لا تقارب أحوال أهله .

 

اقرأ أيضا:

هؤلاء اشتروا آخرتهم بدنياهم فكسبوا الدنيا والآخرة.. التجارة مع الله لا تخسر أبدًا هذه فضائلها

 


الكلمات المفتاحية

علامات الساعة الكبرى علامات الساعة الصغرى تقارب الزمان تقارب معنوي تقارب حسي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled من علامات الساعة الصغرى أن يتقارب الزمان وتصبح وحداته من يوم وأسبوع وشهر وسنة تمر وكأنها أقل من مدتها الحقيقية، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيما