أخبار

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

كيف تعرف خروج الكلام من القلب دون غيره؟

"لا يكلف نفسًا إلا وسعها".. تقصير الأبناء متى لا يكون عقوقًا للوالدين؟

أترضاه لأمك؟.. ماذا نفعل مع شواذ الأخلاق وخوارج الفطرة؟

تعرضت للتحرش 4 مرات في طفولتي ومراهقتي وأكره نفسي وأفكر في الانتحار وقتل رضيعتي.. أرشدوني

العفو من شيم الصالحين.. كيف أتخلق به؟

أتذكر المعصية بعدما تبت منها.. كيف أحفظ خواطري؟

تعرف على منزلة النية وأثرها في قبول الأعمال

راحة البال نعمة كبري ومنحة ربانية لا توصف .. ولهذا حجبها الله عن 12فئة .. تجنب أن تكون منهم

بقلم | علي الكومي | الجمعة 05 اغسطس 2022 - 08:30 م

راحة البال نعمة كبرى،  ومنحة لا توصف وهبها الله لكافة عباده المؤمنين سواء أكانوا فقراء أم أغنياء ، فهي لا تشترى بالمال، ولا تفتقد بالفقر فقد ينالها فقير لا يجد قوت يومه ويفتقدها غني ميسور حقق كل سبل الحياة الكريمة وهي نعمة تستطيع أن تحيل حياة الفقير لنعيم مقيم وفي المقابل تغدو حياة الغني كجحيم مؤلم. .

هذه القضية تطرق إليها الشيخ  "سعود الشريم" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، حيث أوضح أن راحة البال  إحساس قلبي، وشعور عاطفي لا تستحلبه زخارف الدنيا بالغة ما بلغت من المال والجاه، وفي الوقت نفسه لا يعيقه فقر ولا عوز بالغين ما بلغا من المسغبة والإملاق.

راحة البال قد ينالها فقير ويحرم منها غني

ومضي خطيب المسجد الحرام للقول : أنه قد ينال راحة البال فقير يبيت على حصير، ويفتقدها غني يتكئ على الأرائك ويفترش الحرير، فذلكم الشعور العاطفي، منوهًا بأن منغصات الحياة كثيرة ونفس المرء تحوم بها في كل اتجاه زوابع الكدر والقتر، والهموم والغموم، فهذا التراكم كفيل بغياب راحة البال عن المرء حتى يحيل له العسل مرًا والعذب ملحًا أجاجًا.

وعاد الشريم للقول: مما لا ريب فيه أن من أعظم النعم في هذه الحياة هي راحة البال، فإن من ذاقها في حياته فكأنه ملك كل شيء ومن فقدها في حياته فكأنه لم يملك شيئًا البتة"، مشيرًا إلى أنه لا ينبغي أن يفهم أحد أن راحة البال تعني ترك العمل، بل إن هذه الراحة برمتها متولدة عن عمل قلبي وعمل بدني، وإن العمل من مقتضيات راحة البال، والبال هو الحال والشأن.

.ودلل الشريم علي ذلك بقوله  الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ"، مشيرًا إلى أن أهل النظر والنباهة يدركون أن راحة البال غاية منشودة للمرء، وأنها تفتقر إلى سكينة قلب لا يغشاها جلبة، وصفاء روح لا يشوبه كدر.

ونبه  إلى أن الاحتقان النفسي والقلق والتوتر والفرق وتغليب الظنون السلبية على الظنون الإيجابية، كلها عوامل مزاحمة لراحة البال إن لم تكن طاردة لها بالكلية، ومربط الفرس في هذا هو القلب، لأنه إذا كان سليما يقظا استسقى راحة البال بمجاديح الصفا وسلامة الصدر”، موصيًا بتقوى الله والاستمساك بالإسلام من العروة الوثقى، والتزام جماعة المسلمين،.

وتابع:  ولا عجب إذا قيل إن العمل من مقتضيات راحة البال وهو الحال والشأن، يقال فلَان رخيُّ البال وناعم البال، أي موفور الْعَيْش، وهادئ النَّفس والخاطر، وهو باعتبار ما يضاف إليه، فثمة كسف بال، وشغل بال، وفساد بال، والغرض المنشود لكل عاقل هو راحة البال التي هي صلاحه وصفاؤه.

واستند لما قال الله جل وعلا :" الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ "1" وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ "2" " سورة محمد

راحة البال ينالها فقير ويفتقدها غني

وأشار الشريم إلي أن راحة البال لا يذوقها امرؤ ذم غيره لِينال المدح دونه، ولا امرؤ خفض شَأنَ غيره ليعلو شأنه، ولا امرؤ أطفأ نور غيره ليَسطُع نوره  ولا امرؤ أسكت غيره ليكون الحديث له وحده، ولا امرؤ صعد على أكتاف الآخرين ليقطف الثمرة له دونهم، كما أنه لن يذوق راحة البال من لم يتصالح مع نفسه، ومع الناس، ويصفر صراعاته معهم، وكذاكم لن يذوق راحة البال: من لم يكن كما هو بلا تكلف، ومن لبس لبوساً ليس لبوسه، ومن مشى مشية ليست مشيته.

ولفت إلى أنه إذا كان تصفير التلوث البيئي أمراً منشوداً عند الناس، فإن تصفير التلوث القلبي كذلكم، فالأول للحفاظ على البيئة، والآخر للحفاظ على البال؛ حيث إن راحة البال لا يذوقها امرؤ ذم غيره لِينال المدح دونه، ولا امرؤ خفض شَأنَ غيره ليعلو شأنه، ولا امرؤ أطفأ نور غيره ليَسطُع نوره، ولا امرؤ أسكت غيره ليكون الحديث له وحده، ولا امرؤ صعد على أكتاف الآخرين ليقطف الثمرة له دونهم.

وأضاف: لذا على المرء المسلم أن يعيد تقييم نفسه وينظر في كل ما يعنيه، ويتسلل لواذاً من كل ما يلحق الضرر بروحه وجسده، فلا راحة بال لحاسد، ولا راحة بال لنمام، ولا راحة بال لقلب ملئ بالضغائن، وإنما يمنح الله راحة البال لمن كان مخموم القلب، أتدرون من هو مخموم القلب؟ إنه التقي النقي، لا إثم فيه ولا غل ولا بغي ولا حسد، كما صح بذلكم الخبر عن الصادق المصدوق.

وأشار إلى أن راحة البال لنعمة كبرى، ومنحة جلى، لا ينالها كل أحد، فهي لا تشترى بالمال، ولا تفتقد بالفقر، لأنها إحساس قلبي، وشعور عاطفي لا تستجلبه زخارف الدنيا بالغة ما بلغت من المال والجاه.

راحةالبال والتقي النقي

واستطرد:  وفي الوقت نفسه لا يعيقه فقر ولا عوز بالغين ما بلغا من المسغبة والإملاق، فقد ينال راحة البال فقير يبيت على حصير، ويفتقدها غني يتكئ على الأرائك ويفترش الحرير، فذلكم الشعور العاطفي.

ولفت إلى أن الحياة تقلب وتداول تحمل في طياتها أفراحًا وأتراحًا، وضحكًا وبكاءً وكدرًا وصفاءً، ومنغصاتها كثيرة ونفس المرء تحوم بها في كل اتجاه زوابع الكدر والقتر، والهموم والغموم، ومثل هذا التراكم كفيل بغياب راحة البال عن المرء حتى يحيل له العسل مرًا والعذب ملحًا أجاجًا.

اقرأ أيضا:

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

واستشهد بما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ)، مشيرًا إلى أن أهل النظر والنباهة يدركون أن راحة البال غاية منشودة للمرء، وأنها تفتقر إلى سكينة قلب لا يغشاها جلبة، وصفاء روح لا يشوبه كدر.



الكلمات المفتاحية

راحة البال صلاح البال المحرمون من راحة البال راحة البال نعمة كبري سعود الشريم

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled مما لا ريب فيه أن من أعظم النعم في هذه الحياة هي راحة البال، فإن من ذاقها في حياته فكأنه ملك كل شيء ومن فقدها في حياته فكأنه لم يملك شيئًا البتة"، مشي