كرامة الإنسان عامة والمسلم خاصة من الأمور الأساسية التي لا يمكن التناول عنها أو الاستهانة بشأنها.

فلقد خلق الله الإنسان خلقه مكرمًا وعزيزًا وأهل للاحترام والتقدير، ولا ينبغي لأي أحد أن يذله أو يهينه أو يقلل من احترامه، بأي شكل من الأشكال ومهما كانت الأسباب أو الظروف، فالكرامة الإنسانية قيمة مرتبطة بخلق الإنسان وذاته.

ومكانة الكرامة في الإسلام: عظيمة جدا فهي قيمة تعلو على غيرها من القيم بل الكل يتفرع منها ولهذا تحظى قيمة الكرامة الإنسانية بأهمية كبرى في قيمنا الإسلامية، كونها الأساس المتين الذي تعتمد عليه التشريعات الإسلامية في التعامل مع الإنسان كإنسان، وذلك

استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿لقد كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ (الإسراء 70)؛ فالكرامة الإنسانية الإسلامية شملت جميع البشر وليس فئة المؤمنين فقط، وهي مرتبطة بخلق الإنسان وبتسخير الكون له واستخلافه عليه، وهذه الكرامة هبة من الله عز وجل للإنسان، لذلك، لا يجوز لأحد كائنًا من كان أن يسلبها منه، وفي تأكيد لهذه المعاني، روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قوله: "كلكم لآدم وآدم من تراب"، وأيضًا روي عنه صلى الله عليه وسلم، قوله: "لا فضل لعربيّ على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى".

وللكرامة مقتضيات ينبغي أن تفهم  ويتعامل المرء على اساسها ولا يفرط فيها وراء أس مسوغ ولا يتهاون فيها سواء أكان واحدا أو بين الناس لأن جرحها لا يندمل ويظل متهما في عرضه إن فرط فيها .

ومن مقتضيات الكرامة أن يحترم كل فرد كرامة الآخرين وألا يُؤذي غيره في حضرته أو غيبته، سواء كان هذا الإيذاء بالفعل أو القول، فكما حرم الإسلام الإيذاء البدني، حرم الإساءة اللفظية أيضًا بالهمز، اللمز، التنابز بالألقاب، السخرية، الشتم، سوء الظن، وما إلى ذلك من التجاوزات.

كذا يحافظ على أخلاقه وسلوكياته وينضبط بضوابط الإسلام وألا يكون الرزق والسعي لتحصيل المال همه وغايته فيهدر في سبيل ذلك أعز ما يملك وهو كرامته.

الإسلام دعانا لتحصيل الرزق بكرامة وبعزة نفس لا ان تذل نفسك من أجل رزق كتبه الله لك هو آتيك لا محالة.

ولهذا فلا يستحسن بل يستقبح ما يفعله البعض من التدني والمجاملة أ قبول الدنية والشتائم والسباب احيانا ويسكت تحت مبرر واهٍ هو الحفاظ على لقمة العيش .