زوجتي أقل مني في التعليم ولا تواكب تطوراتي.. ما الحل؟
تزوجت منذ 10 أعوام من امرأة من أنصاف المتعلمين، فهي حاصلة على الشهادة الإعدادية وفقط، وأنا خريج هندسة.
كنت عشرينيًا أحتاج الزواج بشدة لرغبتي الجنسية، ولكن بعد الزواج بحوالي 7 أعوام بدأت أراجع نفسي في الزيجة لأجدها غير مناسبة، فأنا أحتاج عقلًا يشبهني، يتفاعل معي، يفهمني، فالحقيقة أنني لا أشعر مع زوجتي بالإنسجام ولا التوافق الذي ربما أجده مع زميلة من المستوى التعليمي الذي وصلت إليه، وكثيرًا ما تلومني نفسي وتحدثني ماذا لو كنت تريثت ولم تتعجل وتزوجت بمهندسة مثلك أو طبيبة، وأنا لا أملك الآن التعدد، فقد أصبحت مثقلًا بأعباء أسرة وأبناء، والمشكلة أنني طموح ودائم التعلم، أنا أزيد وهي لا تشبعني ولا تواكبني.
أصبحت واجمًا، حزينًا، مكتئبًا، ولم أعد أطيق معاملة زوجتي، وأهرب خارج البيت كثيرًا بحجة العمل، ماذا أفعل؟
الرد:
لاشك يا عزيزي أن الزواج ( علاقة ) وليست مكتبًا للتنسيق، ولا مكبًا للشهوة ، الأمر ليس في ( الكلية ) المناسبة لكليتك، وإنما في ( الشخص المناسب ) لشخصك، والمستوى التعليمي جزء وليس كل ذلك، هذا فيما يتعلق بندمك ألا تتزوج مهندسة مثلك أو طبيبة، والخطأ الجسيم الواضح الذي لا خلاف عليه أيضًا يا عزيزي هو أن يتزوج المرء لمجرد اشباع الرغبة الجنسية، مهما يكن هذا الإشباع سيتم مع شخص غير مناسب، ولعشرة طويلة لابد فيها ولها من التوافق، والانسجام.
ما أراه أنك ( أسير ) دائم في اختياراتك، تارة يدفعك أسر "الرغبة الجنسية" لزيجة غير مناسبة، وتارة يدفعك أسر "عدم القدرة المالية للزواج بأخرى" للإكتئاب والهرب خارج البيت، ولو أن وازعك الديني ليس قويًا أو قمت أنت بإماتت ضميرك، فربما يزاد الأمر سوءً في انجراف ناحية علاقات محرمة، وقد تبرر لك نفسك السوء بأنك محتاج لتلك التي تملأ فراغك العقلي وتحتوي شغفك، ولكنك مسكين لا تملك القدرة على الزواج فلتتخذها صديقة ثم يبدأ الانزلاق، ومتواليته.
نضجت أنت يا عزيزي، وسيزداد نضجك مع الوقت، والعمر، والطموح، مطردًا مع ازدياد اشتعال نار حرمانك من تواصل وجداني على مستوى الإشباع، وانسجام روحي يحقق لك الإمتلاء، وينفي عنك كدر الإحساس بنقص جوهري.
إن من النضج أن أوافقك على أن الزواج ليس لقضاء الوطر، وانجاب الأطفال، وزيادة النسل والعزوة فحسب، فهو علاقة واسعة وكبيرة وعميقة لإشباعات متعددة ومهمة، تتشعب وتمتد بقدر عمق انسانيتك وبشريتك، وروحك، وثقافتك، هي أكبر من الجسد ومحدودية مطالبه وتأقيتها.
لم تحدثني عن "أسباب" عدم مواكبة زوجتك لك؟ ولم لم تشجعها وتدعمها لتكمل تعليمها فتستطيع مواكبتك؟ لم تحدثني عن "جهدك" مع هذه الزوجة لتحصل على درجة تعليمية وثقافية أعلى تقترب منك، وتريحك.
لم تحدثني كذلك عن "مميزات" هذه الزوجة، فهي بالطبع انسان لديه عيوب ومميزات، وهل جربت أن تنظر لها بعين "القبول" لها بعيوبها ومميزاتها كما قبلتك؟!
وهل فكرت لو أنك تزوجت بالفعل من مهندسة مثلك، هل كنت ستجد مهندسة بلا عيوب ما في أي ناحية، سواء في شخصها، عائلتها، ظروفها، العلاقة معها سواء كانت عاطفية أو جنسية؟!
وما أراه يا عزيزي الزوج الناضج والطموح أن تقنع بما يمكنك ( فعله ) وهو الإستمتاع بالجميل لدى هذه الزوجة، وأن تواجه حقيقة أنها لن تواكبك وستظل نصف المتعلمة، ولن تصبح كما تحلم على مستوى الشغف والعقل والتوافق والإنسجام، وتعترف بمسئوليتك عن قرار خاطيء ونتائج فاشلة، فلا مكان الآن لـ " لو " الإختيار منذ البداية خاطيء، لابد من زوجة تشبع العين والعقل والقلب قدر المستطاع بترتيب أولويات ذلك لديك لأن الكمال ليس موجودًا، وإلا فإن استطعت مستقبلًا أن تخرج من ( الأسر ) وتعيد ترتيب حياتك بما لا يضر زوجتك وأسرتك اقتصاديًا وإجتماعيًا فارتبط بأخرى ، ففي الزواج مندوحة تجبر هذا النقص وتكمل حياتك راضيًا في الحلال الطيب بعيدًا عن أي كدر في الدنيا والآخرة.
ربما يكون مهمًا يا عزيزي لتحسن "جودة" علاقتك وحياتك الزوجية أن تصحب زوجتك لمعالج زواجي، وتتحدث معه وجهًا لوجه، وتحكي كل التفاصيل التي تقصصها هنا، فهناك "طرقًا" علاجية و"خططًا" من الممكن أن يساعدك بها هذا المعالج الماهر والثقة.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
