أخبار

يكتب بيت الزوجية باسم زوجته .. ويجبرها على التنازل عن مؤخر الصداق.. فما الحكم

هذا هو العام الأصعب في حياة الإنسان

احذر.. مخاطر صحية لتشغيل المدفأة أثناء النوم

كيف يكشف الشح عوراتك أمام الأخرين؟

الأمانة دليل إيمانك.. هذه بعض صورها

النبي يقول: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك.. هل حق الأم يزيد عن حق الأب ولو كانت ظالمة؟

قصة كبش إسماعيل.. من أين جيء به وما صفته؟

هكذا كان حال الصالحين مع الله.. يعبدونه خوفًا ورغبًا

ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء

متى التمست العذر لصديقك حتى لا تفقده؟

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

بقلم | أنس محمد | الخميس 28 مارس 2024 - 08:54 ص


لا تضاهي مقولة في رد الظلم عن المظلومين، مثلما قال الأنبياء من مقولتهم المشهورة التي يهتز لها عرش الرحمن قبل أن تهتز لها القلوب، وهي مقولة " حسبنا الله ونعم الوكيل"، فهي مقولة قرآنية، قذف الله بها في قلوب أنبيائه، لتتمسك بها ألسنتهم وتزود الظلم عنهم بما لها من فضل عظيم، حتى اصبحت سنّةٌ من سنن الأنبياء، وشعار يرفعه المظلوم، ويهتف به المكلوم، فيدك عروش الظالمين، ويُجبر به كسر المكسورين، باستجابة الله لهم، بحسب نياتهم، بعد أن يفوضوا الأمر له، ويتوكلوا عليه.


هذه العبارة القرآنية، سيف الله على الظلم، ومفتاح الفرج، استعان به أولو العزم من الرسل؛ ذلك لما يتضمنه من حقيقة التوكل على الله، وما يترتب عليه من كفايته تعالى للعبد شر الأعداء، وهموم الدنيا، عند كل فزع، أو كرب.


أول من قالها "حَسْبِي اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" إبراهيم، عليه السلام، وهو بين السماء والأرض حين ألقي في النار؛ فأنجاه الله. وقالها النبي، صلى الله عليه وسلم، لمَّا اجتمع عليه أعداؤه؛ فنصره الله.


وقالها الصحابة: كذلك، حين أخافهم المنافقون بأن أهل مكة حشدوا لهم الجموع لأجل هزيمتهم، في أعقاب معركة أُحُد، فلم يزدهم هذا التخويف إلا إيمانا بالله، واستمساكا بحقهم، وإصراراً على المواجهة، قال تعالى: "الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ. الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ". (آل عمران:172-174).


وطمأن الله تعالى، بـ " حسبي الله ونعم الوكيل" رسولَه، صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: "وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ* وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم".(الأنفال:62 و63).

اقرأ أيضا:

ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء

والمعنى "وَإِنْ يُرِيدُوا" أي يهود بَنِي قُرَيْظَةَ، "أَنْ يَخْدَعُوكَ" أي أَن يَغْدِرُوا وَيَمْكُرُوا بِكَ، واتخاذ الصلح خديعة ليتقووا ويستعدوا، بأن يظهروا لك السلم والصُّلح، ويبطنوا الغدر والخيانة، لتكفَّ عنهم. والخداع هو إظهار الشيء المحبوب وإبطان الشيء المكروه، فاجنح فما عليك من نياتهم الفاسدة.


"فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ" أَيْ أن كَافِيكَ اللَّهُ، فهو الذي يتولَّى كفايتك وحياطتك، إذ "هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ" أي: قوَّاك بِنَصْرِهِ يوم بدرٍ، وبالمؤمنين، أي: بِالْأَنْصَارِ، برغم قلة العدد، والعُدد.


و جاء في الحديث أن "حسبنا الله ونعم الوكيل" وردت على لسان أبي الأنبياء إبراهيم، عليه السلام، في محنة إلقائه في النار. وقالها النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، في مواجهة المشركين بموقعة "أحد".


عن عبد الله بن عباس، قال: "حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ: قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِي فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ، صلى الله عليه وسلم، حِينَ قَالُوا: "إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ".


وقيل إن إبراهيم، عليه السلام، لمـّـا فعل الأسباب المأمور بها، ثم غلبه أعداؤه، وألقوه في النار، قال: "حسبي الله ونــِـعم الوكيل"، فوقعتْ الكلمة موقعها، وترتب عليها مقتضاها".


فالحسب هو الكفاية"، وكفاية الله للمسلم تشمل كل ما أهمه، وأخافه، وأصابه، وأحزنه.


أما قول: "وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" فصيغة مدحٍ وثناءٍ على الله، عزوجل، بأنه أفضل وكيل، وأعظم من تتوكل عليه، وتفوض الأمر إليه. قال تعالى: "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا". (الطلاق:3).


وقال أحد الصالحين: "عجبت لمن خاف ولم يفزع إلى قول: "حسبي الله ونــِـعم الوكيل". ودعا ثان فقال: "حسبي الله لديني، وحسبي الله لما أهمني".

اقرأ أيضا:

دعوا الله بدون تكلف.. لن تتخيل جوائز السماء

الكلمات المفتاحية

حسبنا الله ونعم الوكيل دعاء المظلومين أفضل ما تدعو به لرد الظلم دعاء رد المظالم

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا تضاهي مقولة في رد الظلم عن المظلومين، مثلما قال الأنبياء من مقولتهم المشهورة التي يهتز لها عرش الرحمن قبل أن تهتز لها القلوب، وهي مقولة " حسبنا الل