دخل عيينة بن حصن الفزاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتسب له، فقال: «أنا ابن الأشياخ الأكارم» ، فقال صلى الله عليه وسلم: «أنت إذاً يوسف صديق الرحمن عليه السلام ابن يعقوب إسرائيل الله ابن إسحق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله» .
وقال صلى الله عليه وسلم: «خير البشر آدم، وخير العرب محمد، وخير الفرس سلمان الفارسي، وخير الروم صهيب، وخير الحبشة بلال» .
روشتة تربوية:
-سمع عمر بن الخطاب، وهو خليفة، صوتاً ولفظاً بالباب فقال بعض من عنده: «اخرج فانظر من كان من المهاجرين الأولين فأدخله» ، فخرج الرسول فوجد بلالاً وصهيبا وسلمان فأدخلهما، وكان أبو سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو في عصابة من قريش جلوساً على الباب فقال: «يا معشر قريش، أنتم صناديد العرب وأشرافها وفرسانها بالباب، ويدخل حبشي وفارسي ورومي» ، فقال سهيل: «يا أبا سفيان أنفسكم فلوموا، ولا تذموا أمير المؤمنين، دعي القوم فأجابوا، ودعيتم فأبيتم، وهم يوم القيامة أعظم درجات وأكثر تفضيلاً» ، فقال أبو سفيان: «لا خير في مكان يكون فيه بلال شريفاً» .
اقرأ أيضا:
إذا ما أردت أن تكون حليمًا؟ عليك بهذه الحكمةغرائب الصناعات:
- فأما صناعات الأشراف، فإنه روى:
- أن أبا طالب كان يعالج العطر والبز.
- وأما أبو بكر وعمر وطلحة وعبد الرحمن بن عوف فكانوا بزازين.
- وكان سعد بن أبي وقاص يعذق النخل، وكان أخوه عتبة نجاراً.
- وكان العاص بن هشام أخو أبي جهل بن هشام جزاراً.
- وكان الوليد بن المغيرة حدادا.
- وكان عقبة بن أبي معيط خماراً.
- وكان عثمان بن طلحة صاحب مفتاح البيت خياطا.
- أما أبو سفيان بن حرب فقد كان يبيع الزيت والأدم- الجلود- .
- وكان أمية بن خلف يبيع البرم، وكان عبد الله بن جدعان نخاساً.
- وكان العاص بن وائل يعالج الخيل والإبل.
- وكان جرير بن عمرو وقيس أبو الضحاك بن قيس، ومعمر بن عثمان، وسيرين بن محمد بن سيرين، كانوا كلهم حدادين.
- وكان المسيب أبو سعيد زياتاً، وكان ميمون بن مهران بزازاً، وكان مالك بن دينار وراقا، وكان أبو حنيفة صاحب الرأي خزازا، وكان مجمع الزاهد حائكاً.
- قيل: اتخذ الأمير يزيد بن المهلب بستاناً في داره بخراسان، فلما ولى القائد قتيبة بن مسلم، جعله لإبله، فقال مرزبان مرو: «هذا كان بستاناً وقد اتخذته لإبلك» ، فقال قتيبة: «أبي كان اشتربان وكان أبو يزيد بستانبان فمنها صار ذلك كذلك».
- وذكروا أن المأمون ذكر أصحاب الصناعات فقال: السوقة سفل، والصناع أنذال، والتجار بخلاء، والكتّاب ملوك على الناس.. والناس أربعة: أصحاب الحرف وهي: إمارة، وتجارة، وصناعة، وزراعة، فمن لم يكن منهم صار عيالاً عليهم.