مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك.
لاشك أنك ظلمت نفسك كثيرًا، وأم أولادك التي تزوجتها ولم تكن تحبها، فليس في هذه العلاقة، وهذا القرار المصيري دافع يسمى "إغاظة" لشخص ما بالزواج من شخص ما.
الزواج ليس لعبة يا عزيزي، جده جد وهزله جد، وهو ما حدث، فكذلك الإغاظة جد، هناك أسرة ستنشأ وعلاقات أبدية، وحياة أيضًا أبدية، فلم نختار لأنفسنا حياة أبدية تعسة ونحن نعلم؟!
الواقع لا يكذبك، نعم أنت تعيش في تعاسة، ولم تعش شبابك، ولا حياتك، لأنك لم تختر شريكة مناسبة، ولم يكن دافعك للزواج منها مناسب ولا صحي.
مقدمات غير جيدة أدت إلى نتائج غير جيدة، ظلم للنفس، وللزوجة، وللأبناء، وإن لم تطلق أمهم.
فالطلاق ليس هو أسوأ الحلول، وليس هو الظلم كما تعتقد، بل واقعك هو كل ذلك.
نعم واقعك هو أسوأ الحلول، وهو الظلم.
والآن مطلوب منك أن ترفع هذا الظلم عن الجميع، وأن تختار حلولًا أخرى، حقيقية، ومناسبة.
الماضي الذي تعيش فيه وتتحسر عليه، مضى، وانتهى، هذا ما يجب أن تدركه جيدًا يا عزيزي، وتوقف نزيف مرور أيام عمرك الباقية من بين يديك في العيش في الماضي، أو العيش في وهم الشغف بإمرأة على فيس بوك، والزواج منها، وأنت موقن في الوقت نفسه باستحالة تحقق الأمر.
عش هنا والآن، عش كزوج وأب شارف على عقده السادس، ولديه أبناء شباب كما وصفتهم، وماضي مضى، ولن يعود، فماذا أنت فاعل؟
اختر أن تعيش ما بقي من عمرك في قبول ورضى حتى تحصل على السعادة.
قبول أن هذه المرأة هي زوجتك، وعليك أن تغير تفكيرك تجاهها، وتجدد حياتك وعلاقتك معها، وقبول أن هؤلاء هم أبناؤك الشباب ويحتاجون إليك صديقًا، وهذا يتطلب منح وقت، وجهد، وقبول أنك أنت نفسك تحتاج في مرحلتك هذه لتغيير نظامك وأسلوب حياتك بما يحفظ عليك صحتك الجسدية والنفسية.
ولن يتم لك شيء من هذا بدون وقفة حاسمة مع نفسك، وبكل شجاعة.
وأخيرًا، لن يفك صراعاتك الداخلية الكثيرة سوى طلب المساعدة المتخصصة من معالج نفسي، فما مضى من عمرك من عقود وأنت تعاني هكذا، لاشك أنه فاقم هذه الصراعات، ولابد من فكها والتعافي من آثارها، لتخرج نسختك الأفضل، وعندها يمكنك أن تعيش حياة أفضل، وتنسج من جديد علاقات أفضل مع أسرتك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
كيف تجدد حبك لزوجتك؟.. نصائح قرآنية ونبويةاقرأ أيضا:
أخاف أن أضرب ابني لتركه الصلاة فيكرهها.. ماذا أفعل؟