في رمضان، نجحت في أن أحصن نفسي من الدخول على مواقع البورنو، لكن مع انتهاء الشهر الفضيل، انتكست وعدت إلى ما كنت عليه، فما الحل؟
(م. ك)
الجواب
العلم أوضح أن الاندماج مع المواقع الإباحية، إنما هو إدمان، وبالتالي فإن العلاج من الإدمان يحتاج بعض الوقت، وليس في لحظة، لكن ما يسهل الأمر أنك نجحت طوال شهر رمضان، وبالتالي فإن الحافز داخلك قوي وكبير، وتستطيع أن تواجه نفسك، وشيئًا فشيئًا ستنجح النجاح الأكيد، وتبتعد تمامًا عن مثل هذه المواقع، فقط استعن بالله، وابتعد عن الصحبة الشريرة، والجأ إلى الله في جوف اسأله العلاج، فلا يمكن أن يردك أبدًا.. أيضًا تعامل مع الوضع على أنه ابتلاء من الله عز وجل، وأنك قادر على مواجهة الابتلاء والنجاح فيه، تأكيدًا لقوله تعالى: «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ » (محمد: 31).
الحل النبوي
في عهد النبوة، لم تكن هناك مواقع إباحية بالتأكيد، لكن كان البعض حديث عهد بالإسلام، والشرع الحنيف جاء ليمنع الزنا، فالبعض كان يستنكر ذلك، ربما لأنه اعتاد عليه وليعاذ بالله، فذهب أحد الشباب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله أن يسمح له بالزنا، تخيل هذا الشاب، كيف تعامل مع رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم؟.. هل جلده، أم ضربه، أم حتى سبه؟.. لا هذا ولا ذاك أبدًا وإنما نصحه فقال له: «أترضاه لأمك أو لأختك أو لخالتك أو لابنتك.. فقال الشاب لا.. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهكذا الناس لا يرضونه لأهلهم، ثم مسح على جبينه ودعا له، فما كان إلا أن شفى الله هذا الشاب من مرض الزنا.. نعم هو مرض.. ومعاودة المواقع الإباحية مرض.. وبالتالي العلاج في طريق واحد وهو طريق الله عز وجل، من سار فيه تداوى ووصل لاشك إلى العلاج الصحيح.
اقرأ أيضا:
أصبت بالاكتئاب بعد وفاة أمي وتعالجت لكنني انتكست .. ما العمل؟أبواب الرحمة
عزيزي الشاب، يامن تدمن الأفلام الإباحية، اعلم يقينًا أن أبواب رحمة الله تعالى لا يمكن إغلاقها أبدًا، مهما زادت ذنوبك، كما أن الله سبحانه ينتظرك.. نعم ينتظرك، وينتظر توبتك، فبادر ولا تتأخر.
فعن نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: قال الله : «أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه، وإن تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا، وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة».
ولم لا والله تعالى يقول في كتابه الكريم مؤكدًا رحمته الواسعة بكل عباده: «وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا » (الفرقان: 68 - 70).