للكلمة الطيبة أهمية عظيمة ومكانة رفيعة في ديننا الحنيف حيث حثّ على التجمّل بها؛ لما لها من أثر عظيم على نفس الإنسان، ومجمل حياته بل وميزان لتحديد مسار فقد ترفع صاحبها إلى أعلى الدرجات، وقد تهوي به في هوة سحقيقة وجحيم مقيم لاسيما أن دورها شديدة الأهمية فبإطلاقها والتحلي بها قد تؤدي إلى تآلف القلوب، وشيوع المحبة بين الناس، فيوضع لصاحبها القبول في الأرض
للكلمة الطبية تداعيات إيجابية علي المجتمع لما لها من تأثير إيجابي علي العلاقات الاجتماعية لاسيما ان من يتبني الكلمة الطيبة في سلوكه اليوم يحظى باحترام وتقدير الناس، وبالكلمة الطيبة تجتمع كلمة المسلمين، وتتآلف قلوبهم، وتتوحد صفوفهم، وبها تنتصر عزائم المسلمين على الشيطان، فتسمو مكانتهم، ويقوى جانبهم، من خلال التزامهم بالحوار البنّاء الهادف.
وقد بين القرآن الكريم أهمية الكلمة الطيبة، وبيّن أثرها الطيب المترتب عليها، والخير المستمر بها، وبيّن بالمقابل خطورة الكلمة الخبيثة والضرر المترتب عليها، والكلمة الطيبة والتي هي لا إله إلا الله وهي كلمة التوحيد قال الله -تعالى-: "ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَفَرعُها فِي السَّماءِ".
وقد وصفها الله -تعالى- بشجرة النخلة الطيبة الأصل ذات الفرع الثابت التي تؤتي ثماراً طيبة على من يألفها، وهي كلمة الإيمان الثابتة في قلب المؤمن، وبها يُرفَع عمله إلى السماء، وبها ينال ثوابه عند ربه في كل وقت وحين.
ومن الثابت القول أن الكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد؛ كلمة لا إله إلا الله، وقد سميت بالشجرة الطيبة، والتي هي النخلة الموصوفة بصفات الكمال والتمام، والمتمثلة في أنّها شجرة طيبة في الشكل، والمظهر. والرائحة والطعم. والفائدة الصحية والغذائية، والتلذّذ بالأكل منها، وإطعام الآخرين منها،
ومن ثم فإن الكلمة الطيبة تحقق منافع عامة لجميع الناس بإطعامهم من هذه النخلة الطيبة المباركة ومن هنا نبعت أهميتها التي تكمن في العديد من الأمور الحسنة والثمار المترتبة عليه، يُذكر منها فهي تُعد غذاء للروح وشفاء؛ لما في الصدور من أمراض.
كما أنها تُعد أساساً متيناً تبنى عليه علاقات الحب، والمودة، والرحمة، والإنتاج، والتربية بين الناس. الكلمة الطيبة تهيِّىء المناخ الملائم لنمو العلاقات الطيبة بين الناس؛ والتي تؤدي إلى ثمار عظيمة تحقق سعادة وفرح وبهجة، ومعاني الخير بين الناس.
ومن فضائل الكلمة الطيبة أنها تعمل على تأليف القلوب، وتعارفها، والكلمة الخبيثة تعمل على إثارة الحروب والنزاعات والفتن بين الناس. بالكلمة الطيبة يعود النفع والخير على صاحبها في حياته وبعد مماته.
الكلمة الطبية أيضا تنشر السعادة والتآلف في أبناء المجتمع حيث تزداد القلوب سعادة وبهجة وألفة. بالكلمة الطيبة تنقذ النفوس من النار، وتهدى إلى نور الإيمان ودروب الخير والصلاح. الكلمة الطيبة سبب لنيل رضى الله ومحبته، ورفع درجة المؤمن، وبالتالي دخول الجنة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ"، رفع الله بها درجات أي: يرفع الله بها درجاته، أو يرفعه الله بها درجات.
الكلمة الطيبة بها يثبت الله الذين آمنوا في القبر، وعند بعث الناس من قبورهم للحساب، وبقدر فهم معانيها، والعمل بمقتضاها تزداد وتقوى جذورها، وتبسق فروعها، ويطيب أكل ثمارها.]
ولما للكلمة الطيبة من أهمية فقد وضعها الله تعالي في مقام الصدقة، فهي تبدو كشجرة، إذن ففيها النمو، ثابتة بجذورها في الأرض، وفروعها وصلت إلى عنان السماء، ثم إن ثمرتها تُؤكل وينتفع بها هكذا الكلمة الطيبة.
وتحدث عنها النبي ﷺ كان يقول: «ورُبَّ الكلمة من رضوان الله لا يُلقي أحدكم إليها بالًا يُبنى له بها بيتٌ في الجنة، ورُبَّ كلمة من سخط الله لا يُلقي أحدكم إليها بالًا ... » أو كلمة يسخر بها « ... تهوي بصاحبها سبعين خريفًا في النار».
وروي عن عدي بن حاتم رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «اتقوا النار، ثم أعرض وأشاح بوجهه هكذا، ثم قال: اتقوا النار، ثم أعرض وأشاح، وفعل هذا ثلاثًا حتى ظننا أنه ينظر إليها ... » يعني إلى النار ، قال: «اتقوا ولو بشق تمرة شق تمرة ... » شق تمرة يعني نصف تمرة تصدق بها فإن «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار».
وقد حث أهل العلم علي ضرورة النظر إلى العلو، والنظر إلى النقاء، و إلى العموم يقول: « ... فمن لم يجد ... » فقيرا جدا ليس معه نصف التمرة ، هذا الفقير جدًا محروم يعني من الثواب فأبدًا « ... فبكلمة طيبة» كي تخرج من هذه الدائرة باعتبار أن الكلمة الطيبة هي نوع من أنواع الصدقات..