أخبار

يكتب بيت الزوجية باسم زوجته .. ويجبرها على التنازل عن مؤخر الصداق.. فما الحكم

هذا هو العام الأصعب في حياة الإنسان

احذر.. مخاطر صحية لتشغيل المدفأة أثناء النوم

كيف يكشف الشح عوراتك أمام الأخرين؟

الأمانة دليل إيمانك.. هذه بعض صورها

النبي يقول: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك.. هل حق الأم يزيد عن حق الأب ولو كانت ظالمة؟

قصة كبش إسماعيل.. من أين جيء به وما صفته؟

هكذا كان حال الصالحين مع الله.. يعبدونه خوفًا ورغبًا

ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء

متى التمست العذر لصديقك حتى لا تفقده؟

فضيلة كتمان السر ومصيبة كتمان الحق

بقلم | أنس محمد | الجمعة 18 اكتوبر 2024 - 10:43 ص

فرق كبير بين فضيلة كتمان السر، وبين رذيلة كتمان الحق، فشتان بين هذا وذاك، فقد جعل الله عز وجل الفارق بين هاتين الصفتين أدق من الشعرة، فأحدهما يدخل الجنة والاخر يودي بصاحبه إلى الدرك الأسفل من النار.

كتمان الأسرار شرف لصاحبه

ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة الفارق بين كتمان السر، وبين شهادة الزور أو كتمان الحق، فكتمان السر فضيلة كبيرة وشرف كبير، قد أولاه النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه، مثل حذيفة بن اليمان الذي كان يعد كاتم أسرار النبي صلى الله عليه وسلم.

عن ثابت بن أسْلَمَ البُنَاني، عن أنس رضي الله عنه قال: "أتىَ عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وأنا ألعبُ مع الغِلْمان، فَسلَّم علينا، فبعثني إلى حاجةٍ، فأبطأتُ على أمي، فلمَّا جئتُ، قالت: ما حَبَسَكَ؟ قلت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجةٍ، قالت: ما حَاجَتُهُ؟ قلت: إنَّها سِرٌّ، قالت: لا تُحَدِّثَنَّ بسرِّ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أحدًا، قال أنس: واللهِ لو حَدَّثتُ به أحدًا لَحَدَّثْتُكَ به يا ثابت"، رواه مسلم.

ففضيلة كتمان السر هو شرف لصاحبه، فلا يؤتمن على الأسرار إلا الإنسان الشريف والأمين، لأن كتمان السر مثل حفظ الأمانة، فكما أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نؤدي الأمانات إلى أهلها، أمرنا أيضا أن نحفظ الأسرار، ولا نفضح عورات الناس، خاصة من وضعوا عندنا أسرارهم.

وكتمان السر هو خلق من أخلاق المروءة والنُّبل، وآيةٌ من آيِ الشَّرف والعقل، وسِمةٌ من سِمَات المَجْد والرُّشد، تلك هي صيانة السِّرِّ، والمبالغة في كتمانه، والحرص عليه أن يُمسَّ.

 وخير دليل على شرف كتمان السر، إجماع النااس على امتداح صاحبها، ووزنهم عقلَ الرجل وشرفه، وهمَّته ومروءته، بميزان حفظه للسر ودفنه له، وقديمًا قالوا: "صدور الأحرار قبور الأسرار".

 فحفظ الأموال مثل حفظ الأسرار، بل إن حفظ الأسرار أعلى شرفا فليس كلُّ أمين على المال حفيظًا على السِّر؛ ولذا يبلغ المرء من الجهد والنَّصَب في تخيُّر مَنْ يستودعه مكنون سرِّه، ما لا يبلغ معشاره فيمن يستودعه نفيس ماله، ويخاف على سرِّه أن يُذاع أكثر ممَّا يخاف على ماله الضَّياع؛ لأنَّ المال يأتي ويذهب، ولكن السِّرُّ فقد يكون في إفشائه إزهاق روح أو تمزيق عرض.

كما أن أمناء الأسرار أقل وجودًا من أمناء الأموال، وحفظ الأموال أيسر من كتمان الأسرار؛ لأن أحراز الأموال منيعة بالأبواب والأقفال، وأحراز الأسرار بارزة يذيعها لسان ناطق، ويشيعها كلام سابق ".

 ومن عجائب الأمور أن الأموال كلما كثرت خزانها كان أوثق لها، أما الأسرار فكلما كثرت خزانها كان أضيع لها.

رذيلة كتمان الحق

أما كتمان الحق وشهادة الزور، فليس أدل على مصيبته وخطره من آيات القرآن الكريم، قال تعالى ﴿ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 42].

 وقال تعالى ﴿ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 140].

 وقال تعالى ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 146].

 وقال تعالى( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) [البقرة: 159].

 وقال عز وجل ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 174].

 وقال تعالى ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 283].

 وقال تعالى ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 71].

فكتمان الحق مذموم ويندرج تحت [كتمان ما أنزل الله - كتمان الشهادة - كتمان فضل الله - أو التستر على مذنب أو مجرم وهو مندرج تحت كتمان الشهادة أيضاً، فالمحافظة على الأسرار مشروطة بأن لا تؤثر في حق الله تعالى أو حق العباد، وإلا عُدَّ من الخيانة لحق الله تعالى أو حق المسلمين، فليس حفظ الأسرار هنا من الأمانة.

اقرأ أيضا:

كيف يكشف الشح عوراتك أمام الأخرين؟

الكلمات المفتاحية

فضيلة كتمان السر كتمان الحق شهادة الزور

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled فرق كبير بين فضيلة كتمان السر، وبين رذيلة كتمان الحق، فشتان بين هذا وذاك، فقد جعل الله عز وجل الفارق بين هاتين الصفتين أدق من الشعرة، فأحدهما يدخل الج