مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
لا أعرف دوافع والدتك لهذه التصرفات معك، لكن من الواضح أنها تعبر لك عن حبها لك وخوفها عليك ولكن بطريقة قديمة، ربما كما تربت، أو كما تعي وتعرف، وهي طريقة بالطبع غير صحية، وغير مناسبة لمرحلتك العمرية ، ولا هذا الزمان الذي نعيشه.
لم تذكري تفاصيل عن درجة تعليم والدتك وثقافتها، ومهنتها إن كانت تعمل، ومدى متابعاتها العصرية، ومعرفتها بالتكنولوجيا، والإنترنت مثلًا، إلخ، فلاشك أن توافرهذا بدرجة عالية سيكون مؤثرصا على ادراكها وتعاملاتها وعلاقاتها خاصة بك، ومن ثم مراعاة هذا كله معك.
ولكن من الممكن أيضًا أن تكون عالية الاطلاع والتعامل مع التكنولوجيا ويحدث العكس بدافع الخوف الشديد.
الحل دائمًا وكما نقول يبدأ من صاحب المشكلة ومن يعاني منها فهو الأقدر على الملادرة لحلها لرفع المعاناة عن نفسه، ولأن "نفسه" هي الأقرب إليه وهي أيضًا"استطاعته".
جربي يا عزيزتي القرب من والدتك، ومصاحبتها، التلطف والخروج معها، وتحبيب هذا لها، ولا تيأسي بمجرد رفضها أو رد فعلها المعترض.
لابد من الصبر ومنح والدتك ونفسك الوقت للتغيير، خاصة لو أن هذا هو نمط والدتك في الحياة.
جربي أن تعزمي صديقاتك في البيت مثلًا بموافقتها، واليني لها الكلام، وعبري لها عن حبك لها، ولا تطلبي وأنت متذمرة وعابسة، فالحيلة والذكاء العاطفي مطلوبان للغاية، وهي أسلحتك للوصول لقلب والدتك واحداث التغيير المطلوب لصالحك.
جربي أن تدفعيها للتعرف على أمهات صديقاتك مثلًا، لتطمئن، وتثق بك، وربما تعقد معهن صداقات وتخرج إليهن ومعهن وتتغير هي نفسها، ومن ثم ينسحب التغيير على سماحها لك بالخروج مع صديقاتك، وتتغير رويدًا رويدًا "فكرتها" عن الخروج من البيت، والتنزه، والاستمتاع، والصداقات، وستقلع عن طريقة التفكير بأن "التضييق هو الحل".
ثابري يا عزيزتي على هذا، واصبري ولا تستعجلي التغيير، وتذكري دائمًا أن ثلاثة أرباع الحل لديك، من خلال مثابرتك، ومعاملتك معها، وصبرك عليها، وتفهمك لها، فبدون تغيير أفكار والدتك لن يتغير سلوك المنع لديها والرفض لخروجك وصداقاتك، والتضييق عليك، وهذا التغيير وتبديد مخاوفها لن يحدث بالعبوس، والشجار، واليأس، والتجهم، والاتهام، والشكوى.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.