أخبار

خطوات سهلة لتحافظ علي برّ الوالدين.. يكشفها عمرو خالد

10 أطعمة تساعد على إبطاء الشيخوخة وتعزيز الكولاجين

ما كفارة من غش فى مواصفات السلعة؟

3 حالات احذر تنظيف الأسنان فيها

طالب النبي بالخلاصة من أجل النجاة.. فأوصاه بهذا

مع شدة الابتلاء كيف تسلم أمرك لله ليأتي الفرج؟.. وصية ذهبية من النبي لابن عباس

كيف نحفظ القلب من الهوى؟

نماذج مختلفة من حب النبي تكشف لك كيف يكون الحب الحقيقي

لماذا يخون بعض الرجال زوجاتهم؟ وما هي حقيقة مبرراتهم؟

ما هو اليقين الحقيقي؟ وكيف تعمل من أجله قبل أن يباغتك؟

دار الندوة.. قصة برلمان قريش الذي خطط لقتل النبي ومحاربة المسلمين

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 08 مايو 2024 - 06:44 ص

كانت دار الندوة في مكة خلال مرحلة الجاهلية، بمثابة برلمان قريش الذي كان يجتمعون فيه للتشاور في كل أمورهم الهامة، وسمي بدار الندوة أي النادي بمعنى المجلس والمشاورة والجماعة، وأطلق الاسم على دار بعينها في مكة لاجتماع قريش فيها، وقيل إن الاسم مشتق من المناداة (أي المفاخرة) ومنه جاء اسم ( دار الندوة )، أي للمفاخرة.

صاحب دار الندوة


أنشأ دار الندوة قصي بن كلاب بن مرة بن كعب، ولم يكن اسمه قصياً، بل زيداً، وسمي قصياً بعد ذلك لأنه قُصّي عن قومه، حيث عاش في بني عذره، على أطرف بلاد الشام، بعيداً عن قومه.

وسبب ذلك، أن أمه فاطمة بنت سعد بن سيل تزوجت بربيعة بن حرام من سادات بني عذره بعد وفاة زوجها كلاب بن مره والد قصي، فارتحلت مع زوجها ربيعة إلى بلاده وأخذت معها قصياً لصغر سنه، وبعد ما شب قصيُ وكبر حدث خلافٌ بينه وبين رجلٍ من بني عذره، فأنّبه وانتقص منه لأنه غريب وليس من قومه، فرجع قصي إلى أمه وقد وجد في نفسه مما قاله الرجل، فسألها عن ذلك، فأخبرته بقومه، فعزم على اللحاق بهم، فألحت عليه أمه أن لا يعجل، وينتظر حتى يخرج مع الحجاج المتجهين إلى مكة، خوف غائلة الطريق إن سافر منفرداً.

وتذكر بعض روايات الأخباريين، أن قومه هابوا قطع شجر الحرم ليبنوا منازلهم، فبادر قصي فقطعها، فلما رأوا أنه لم يصبه أذى فعلوا مثلما فعل، وبنى قصي دار الندوة، وجعل بابها إلى الكعبة، وكان ذلك في منتصف القرن الخامس الميلادي، أي قبل ما يقارب مائة وخمسين عاماً من الهجرة النبوية الشريفة.

ودار الندوة هي أول دار بنيت بمكة المكرمة، على حد قول المؤرخين، ولم يكن قبلها بناء سوى الكعبة المعظمة، واتخذ قصي بن كلاب دار الندوة مقراً لسكناه وإقامته، وفي ذات الوقت رسخ من خلالها سياسات وأساليب تدار من خلالها شؤون القبيلة ومكة المكرمة.

وكانت معظم الشؤون العامة الداخلية والخارجية تناقش في هذه الدار، فعندما قرر صناديد قريش مواجهة دعوة الإسلام التي أخذت تنتشر في المجتمع المكي عقدوا اجتماعاتهم وقرروا فيها الكيد للإسلام، بإلصاق التهم جزافاً بمبادئ الدين الجديد وبشخص الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم اتجهوا بعد ذلك للإيذاء الجسدي والمساوامات والمقاطعة بهدف منع صاحب الدعوة واتباعه من نشر مبادئ الإسلام العظيمة.

كما اجتمع كفار قريش في دار الندوة وقرروا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فكان ذلك سبباً لهجرته الشريفة صلىالله عليه وسلم إلى المدينة المنورة.


دار الحرب 


وكانت دار الندوة المكان الذي تعقد فيه ألوية الحروب التي خاضتها قريش. وقد دخلت قريش في حروب عدة في الجاهلية ضد بعض القبائل العربية، وحاربت دولة الإسلام الناشئة في المدينة المنورة. وعلى الرغم من أن المصادر لا تذكر صراحة انعقاد ألوية الحرب في دار الندوة إلا في غزوتي أحد والخندق، فإن من المؤكد أن الحروب التي سبقت ذلك ووقعت بعد إنشاء دار الندوة، كان الاستعداد لها والتشاور بشأنها يتم فيها.

وفي يوم الخميس 26 من شهر صفر سنة 14 من النبوة، الموافق 12 من شهر سبتمبر سنة 622م ـ أي بعد شهرين ونصف تقريبًا من بيعة العقبة الكبرى ـ عقد برلمان مكة في ‏دار الندوة]‏ في أوائل النهار أخطر اجتماع له في تاريخه، وتوافد إلى هذا الاجتماع جميع نواب القبائل القرشية؛ ليتدارسوا خطة حاسمة تكفل القضاء سريعًا على الدعوة الإسلامية؛ وكان أسياد هذا الاجتماع من كبار قبائل قريش‏:‏

1 ـ أبو جهل بن هشام، عن قبيلة بني مخزوم‏.‏

2 جبير بن مُطْعِم، وطُعَيْمَة بن عدى، والحارث بن عامر، عن بني نَوْفَل بن عبد مناف‏.‏

3 شيبة وعتبة ابنا ربيعة وأبو سفيان بن حرب، عن بني عبد شمس بن عبد مناف‏.‏

4 ـ النَّضْر بن الحارث، عن بني عبد الدار‏.‏

5 أبو البَخْتَرِى بن هشام، وزَمْعَة بن الأسود، وحَكِيم بن حِزَام، عن بني أسد بن عبد العزى‏.‏

6 بَيْه ومُنَبِّه ابنا الحجاج، عن بني سهم‏.‏

7 أمية بن خَلَف، عن بني جُمَح‏.‏

ولما جاءوا إلى دار الندوة حسب الميعاد، اعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل، عليه بَتٌّ له، ووقف على الباب، فقالوا‏:‏ من الشيخ‏؟‏ قال‏:‏ شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون، وعسى ألا يعدمكم منه رأيًا ونصحًا‏.‏ قالوا‏:‏ أجل، فادخل، فدخل معهم‏.‏

 النقاش البرلماني والإجماع على قرار غاشم بقتل النبي صلى الله عليه وسلم

وبعد أن تكامل الاجتماع بدأ عرض الاقتراحات والحلول، ودار النقاش طويلًا‏.‏ قال أبو الأسود‏:‏ نخرجه من بين أظهرنا وننفيه من بلادنا، ولا نبالي أين ذهب، ولا حيث وقع، فقد أصلحنا أمرنا وألفتنا كما كانت‏.‏

قال الشيخ النجدى‏:‏ لا والله ما هذا لكم برأي، ألم تروا حسن حديثه، وحلاوة منطقه، وغلبته على قلوب الرجال بما يأتى به‏؟‏ والله لو فعلتم ذلك ما أمنتم أن يحل على حى من العرب، ثم يسير بهم إليكم ـ بعد أن يتابعوه ـ حتى يطأكم بهم في بلادكم، ثم يفعل بكم ما أراد، دبروا فيه رأيًا غير هذا‏.‏

قال أبو البخترى‏:‏ احبسوه في الحديد وأغلقوا عليه بابًا، ثم تربصوا به ما أصاب أمثاله من الشعراء الذين كانوا قبله ـ زهيرًا والنابغة ـ ومن مضى منهم، من هذا الموت، حتى يصيبه ما أصابهم‏.‏

قال الشيخ النجدى‏:‏ لا والله ما هذا لكم برأي، والله لئن حبستموه ـ كما تقولون ـ ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه، فلأوشكوا أن يثبوا عليكم، فينزعوه من أيديكم، ثم يكاثروكم به حتى يغلبوكم على أمركم، ما هذا لكم برأي، فانظروا في غيره‏.‏

وبعد أن رفض البرلمان هذين الاقتراحين، قدم إليه اقتراح آثم وافق عليه جميع أعضائه، تقدم به كبير مجرمى مكة أبو جهل بن هشام‏.‏ قال أبو جهل‏:‏ والله إن لى فيه رأيًا ما أراكم وقعتم عليه بعد‏.‏ قالوا‏:‏ وما هو يا أبا الحكم‏؟‏ قال‏:‏ أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابًا جليدًا نَسِيبا وَسِيطًا فينا، ثم نعطى كل فتى منهم سيفًا صارمًا، ثم يعمدوا إليه، فيضربوه بها ضربة رجل واحد، فيقتلوه، فنستريح منه، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعًا، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعًا، فرضوا منا بالعَقْل، فعقلناه لهم‏.‏

قال الشيخ النجدى‏:‏ القول ما قال الرجل، هذا الرأي الذي لا رأي غيره‏.‏

ووافق برلمان مكة على هذا الاقتراح الآثم بالإجماع، ورجع النواب إلى بيوتهم وقد صمموا على تنفيذ هذا القرار فورًا‏.‏

 هجـرة النبـي صلى الله عليه وسلم بين تدبير قريش وتدبير الله

نزل جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم بوحى من ربه تبارك وتعالى فأخبره بمؤامرة قريش، رغم سريتهم الشديدة، في الخروج لقتله وبين له خطة الرد على قريش فقال‏:‏ لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه‏.‏

وذهب النبي صلى الله عليه وسلم في الهاجرة ـ حين يستريح الناس في بيوتهم ـ إلى أبي بكر رضي الله عنه ليبرم معه مراحل الهجرة، قالت عائشة رضي الله عنها‏:‏ بينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة، قال قائل لأبي بكر‏:‏ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعًا، في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر‏:‏ فداء له أبي وأمى، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر‏.‏

قالت‏:‏ فجاء رسول الله صلىالله عليه وسلم ‏.‏، فاستأذن،فأذن له فدخل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر‏:‏ ‏(‏أخرج مَنْ عندك‏)‏‏.‏ فقال أبو بكر‏:‏ إنما هم أهلك، بأبي أنت يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏فأني قد أذن لى في الخروج‏)‏، فقال أبو بكر‏:‏ الصحبة بأبي أنت يا رسول الله‏؟‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏نعم‏)‏‏.‏

ثم أبرم معه خطة الهجرة، ورجع إلى بيته ينتظر مجىء الليل‏.‏ وقد استمر في أعماله اليومية حسب المعتاد حتى لم يشعر أحد بأنه يستعد للهجرة، أو لأي أمر آخر اتقاء مما قررته قريش‏.‏

أما أكابر مجرمي قريش فقضوا نهارهم في الإعداد سرا لتنفيذ الخطة المرسومة التى أبرمها برلمان مكة ‏[‏دار الندوة‏]‏ صباحًا، واختير لذلك أحد عشر رئيسًا من هؤلاء ، وهم‏:‏

1ـ أبو جهل بن هشام‏.‏

2ـ الحَكَم بن أبي العاص‏.‏

3ـ عُقْبَة بن أبي مُعَيْط‏.‏

4ـ النَّضْر بن الحارث‏.‏

5ـ أُمية بن خَلَف‏.‏

6ـ زَمْعَة بن الأسود‏.‏

7ـ طُعَيْمة بن عَدِىّ‏.‏

8 ـ أبو لهب‏.‏

9ـ أبي بن خلف‏.‏

10ـ نُبَيْه بن الحجاج‏.‏

11ـ أخوه مُنَبِّه بن الحجاج‏.‏

 وقد أشار القرآن الكريم إلى ما دُبِّر في ذاك الاجتماع ، قال تعالى : { وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين } (الأنفال :30)، إلا أن الله سبحانه وهو العاصم لرسوله من كل سوء كما أخبر بقوله : { والله يعصمك من الناس } (المائدة:67) ، وقد أرسل جبريل عليه السلام ليطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حقيقة الأمر ، ويأمره في الوقت نفسه بأخذ الأهبة والاستعداد للهجرة ، وهو ما كان ينتظره صلى الله عليه وسلم . وهكذا بدأت الاستعدادات لترتيب أمر الهجرة سراً ، وتم الترتيب مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد أن أخبره صلى الله عليه وسلم بأنه قد أُذن له في الخروج .


الكلمات المفتاحية

صاحب دار الندوة دار الندوة والتخطيط لقتل النبي ومحاربة المسلمين اتفاق قريس على قتل النبي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كانت دار الندوة في مكة خلال مرحلة الجاهلية، بمثابة برلمان قريش الذي كان يجتمعون فيه للتشاور في كل أمورهم الهامة، وسمي بدار الندوة أي النادي بمعنى المج