حزينة لزواج والدي من خالتي بعد وفاة والدتي.. ما الحل؟
عمري 19 عامًا وأنا أكبر إخواتي الخمسة، وأصغرهم في الصف الأول الابتدائي.
مشكلتي أن والدي تزوج من خالتي بعد مرور 8 شهور من وفاة والدتي، مع أنني كنت أرعى اخوتي وأقوم على شئون البيت بجانب دراستي.
أشعر بحزن شديد، وأنني أكره والدي وخالتي وأنهم غير أوفياء لأمي.
بم تنصحونني؟
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك تمامًا وأتفهم حزنك وألمك.
أتفهم حبك لوالدتك، وحزنك لوفاتها، وثق العبء الذي حملتيه لترعي إخوتك وعددهم غير قليل، ومن ثم مسئولياتهم ليست بالهينة.
لم تحدثيني عن معاناتك في الجمع بين هذا ومذاكرتك واهتمامك بنفسك، ولم تحدثيني أيضًا عن خالتك وطبيعة علاقتها بوالدتك، وبكم، وعلاقتك بوالدك.
هناك بالطبع تفاصيل كثيرة، مهمة، غائبة، ولكنني سأبني على ما أرسلتيه من معلومات، وسأحاول النقاش معك في الأمر لعلنا نصل لحل يشفي صدرك ويريح بالك.
حكمك يا عزيزتي على والدك وخالتك أنهم غير أوفياء لوالدتك قاسي، وغير واقعي، وربما هو في الحقيقة غير صحيح، فالوفاء يكون بالتذكر الطيب، وعدم النسيان، وزواجهم لا يعني هذا كله، ووجودكم في حياة والدكم وحسن رعايته لكم هو أقوى دليل على وفائه لوالدتكم.
ربما تستغربين هذا الكلام، ولكن الحقيقة هي أن والدك شخص واقعي، وهو كان سيتزوج على أية حال، فالأمر ليس فقط أن تقومي على رعاية اخوتك وبيتكم، لذا حسنًا فعل أن اختار خالتك للزواج منها، فهي تلك التي كلما نظرت لها ستتذكرين والدتك، وهي غالبًا ستكون شبيهة بها في أمور كثيرة، وهي بلاشك تحبكم وستحنو عليكم، وستحمل عنك عبئًا ليس لك، ولو قدرت عليه الآن، فسيعيق مسيرتك الدراسية والمهنية من بعد بشكل أو بآخر.
كل ما في الأمر يا عزيزتي أنك تحتاجين للفصل بين معنى الوفاء الحقيقي، والواقع، وإلا فماذا لو كان حدث العكس، وتزوجت والدتك من عمك مثلًا؟! هل يعتبر هذا تصرف سيء وضار بكم ودليل على عدم الوفاء لوالدك؟!
انظري لانعكاس سلوك وقرار والدك عليك وبيتكم واخوتك يا عزيزتي، انظري على المكاسب جراء هذه الزيجة، وبمجرد أن تتغير نظرتك وطريقة تفكيرك، ستتغير مشاعرك.
واخيرًا ستبقى أمك، أمك، حية وميتة، هي أمك، وسيبقى وفاؤك لذكراها، وبرك بها بالتصدق عنها وأداء كل أعمال البر التي تنفعها في حياتها الآخرة، فهذه علاقتك بها التي يجب أن تركزي عليها، وكذلك علاقتك الوالدية مع والدك، وعلاقة الرحم مع خالتك، أما بقية العلاقات يا عزيزتي فأنت لست طرفًا فيها، علاقة والدك الزوجية تخصه، سواء ارتبط بخالتك أو غيرها، وأنت لن تقضي العمر ابنة وأختًا وفقط، فغدًا تصبحين زوجة وأم، وستجدين حينها أنه بالفعل كان من المفيد والضروري وجود خالتك كزوجة لوالدك.
القبول نصف العلاج لمشاعرك يا عزيزتي، القبول والرضى بما قدره الله وقسمه.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
