مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك وورطتك الصعبة التي ما وددت أبدًا أن تضعي نفسك فيها هكذا بغصب نفسك على الزواج من رجل يحبك ولا تبادلينه المشاعر نفسها، لمجرد الرغبة في الهرب من سطوة أهلك وتسلطهم.
ما أشد ظلمك لنفسك يا عزيزتي وللرجل!
لا أحد يتغير بعد الزواج، لا في مشاعره، ولا سلوكياته، وأفكاره، فمن العبث الظن بأن الزواج "مغيّر" للأشخاص في هذه الأمور، الزواج تغيير في الحالة الاجتماعية، والجسدية، والنفسية، لكنه لا يغيّر "الشخصية".
قلة النضج وعدم الوعي هما مشكلتك الرئيسة يا عزيزتي، وهو ما دفعك لاتخاذ قرار طائش بالموافقة على الزواج، ثم التفكير الآن في الطلاق وأنت لازلت على عتبات العشرين!
ولكن الطلاق هو النتيجة الحتمية لعدم وجود الحب، والانسجام، والأرضيات المشتركة بينكم، فضلًا عن "النفور" وهو قمة الفصم، والبتر للعلاقة.
ترى ماذا عساي أقول وأنت تقولين "لا أطيقه"؟!
تحدثي يا عزيزتي مع هذا الرجل اللطيف بلطف عن رغبتك في الانفصال، فلا شيء أفضل من الوضوح والمباشرة، واستعدي قبلها بتفكير جيد في الأثمان التي ستدفعينها، خاصة بعد الطلاق، والعودة للعيش مع أهلك، من وصفتيهم بالسيطرة والتسلط والتحكم، كوني على استعداد نفسي جيد، وخططي لحياتك لتستقلي عنهم ماديًا وأنت تعيشين معهم، حتى لا تزيد وطأتهم عليك، فأنت في كل الأحوال بين رمضاء ونار، لكنها أفضل من ظلم نفسك وزوجك بالبقاء في زيجة تعسة.
لا بأس أن تجربي الذهاب مع زوجك قبل اتخاذ أي قرار إلى "معالج زواجي" واستشارته في أمركم وجهًا لوجه، حتى يمكنك التأكد من تعسر، وتعذر الاستمرار في الزيجة، من عدمه.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.