مرحبًا بك يا عزيزي..
أقدر مشاعرك، وأتفهم ما تعاني منه.
الحقيقة أن عملك مهم لكن هذا لا يعني ألا تتوازن في حياتك، وعملك، أو تؤذي نفسك بسببه.
ما ذكرته ربما يشير لاصابتك بالاحتراق الوظيفي، الـ (Burnout)، وهو مصطلح يعبّر عن حالة نفسية تصيب الموظَف الذي أمضى أعوامًا طويلة لا تقل عن 7 أعوام في عمله، وهي تؤدي به إلى فقدان الرغبة في العمل، وتترافق مع انخفاض مستوى الإنتاجية، فضلاً عن الإرهاق الجسدي والعقلي الناجم عن ضغط العمل.
وتفادياً لإصابة الموظفين بهذه الحالة، فإن الشركات تعمل على تغيير أقسامهم أو أدوارهم كل بضعة أعوام، ففترة الاحتراق الوظيفي تمتد بحسب حالة المصاب به، إن كانت حالة حرجة أم بسيطة، وحسب طبيعة العلاج وكثافته.
وبحسب الاختصاصيين، فإن العوامل المؤدية للاحتراق الوظيفي كثيرة، أهمها:
- ضغوط العمل: حيث تكون المهام غير متناسبة مع الإمكانيات وفترة الإنجاز.
- قلة الصلاحيات: عندما لا يملك الموظف صلاحيات كافية لإنجاز المهام أو حل المشكلات.
- نقص التحفيز: عندما لا يكافأ الموظف على الأعمال الإبداعية أو العمل الإضافي لا مادياً ولا حتى معنوياً.
- ضعف الحياة الاجتماعية في بيئة العمل: عندما تكون المكاتب منفصلة ومعزولة والموظفين يتعاملون مع الأدوات فقط كالآلات.
- الظلم الوظيفي: حيث لا يمنح الموظف راتبًا مناسبًا، وما يحتاجه للقيام بالمهام مثل الأدوات اللازمة والمساعدة الضرورية، ومع ذلك يُطلب منه الإنجاز السليم.
- صراع القيَم: حالة الصراع بين القيم التي يؤمن بها الموظف والأهداف الوظيفية، كالكذب لتحقيق المبيعات، والغش والتدليس وإساءة الأمانة والتملق.
ويمكن تلخيص أهم الأعراض المصاحبة لحالة الاحتراق الوظيفي فيما يلي:
- سرعة الانفعال مع الزملاء والعملاء ونفاد الصبر بسرعة.
- الافتقار إلى الطاقة اللازمة لإكمال المهام المنوطة بالوظيفة.
- الشعور بعدم الرضا عن الذات.
- صداع مزمن واضطرابات هضمية.
- صعوبة في التركيز.
وبحسب الاختصاصيين أيضًا، يمكن التعامل مع الاحتراق الوظيفي الذي داهمك، بطلب إجازة مثلًا من العمل وأخذ قسطًا من الراحة، والتركيز على جودة نومك، وممارسة تمارين التأمل والاسترخاء، والتمارين الرياضية، وتغيير طريقة تفكيرك تجاه العمل، إذ لا ينبغي أن يكون عملك هو حياتك، أو أهم جزء فيها، فلا تنس حقك في الحياة، وحياة أسرتك، فلا تصبح الشخص المسالم المضحي الذي ترمى عليه أحمال العمل، وقدر نفسك، فقيمتك في وجودك وليس عملك.
وأخيرًا لا تتردد في طلب المساعدة المتخصصة من معالج نفسي، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.