مرحبًا بك يا عزيزي..
لاشك أن ما حدث مؤلم للجميع.
لكن هناك فارق بين العلاقات، والأدوار، ولا ينبغي أن يحدث هذا التداخل، وهذا التشوش.
أتفهم حزنك، وأقدره، لطبيعة العلاقة المشوهة بين والديك، ووفاة والدك بدون اصلاحها، ولكن هذا كله ليس مسئوليتك يا عزيزي، هذه العلاقة خاصة بهما وفقط، أنت لست مسئول عنها ولا عن تفاصيلها وتطوراتها سواء كانت ايجابية أو سلبية، وحدهما يتحملان نتائج سلوكهم في العلاقة مع بعضهم البعض.
المسامحة والرضى في الحياة الزوجية أمر موكول لأكراف العلاقة، وفي الآخرة تتم المحاسبة على كل شيء، وهذا غيب لا يعلمه إلا الله.
الله يا عزيزي وحده يعلم ما في نفوسنا، فإن كانت والدتك تغيرت، وندمت، فالله يقبل هذا إن شاء الله، وبدلًا من الانهيار والحزن المفضي للمرض والاكتئاب والندم المعطل يمكنها أن "تفعل" أشياء كثيرة تعبر بواسطتها عن التغيير الذي حدث لها، كأن تتصدق عن والدك، وتدعو له، وتتحدث عنه بشكل طيب، وتصل رحمه ومن كانوا يحبونه من معارف وأصدقاء في نطاق أسري، إلخ.
هذا ما يمكنك فعله تجاه والدتك يا عزيزي فيما يتعلق بعلاقتها السابقة بوالدك، وفقط، بدون أن تتحول إلى مستشار، أو والد لها تشتكي له، إلخ، فإلزم دورك وفقط كإبن، حتى لو كان والدك – رحمه الله- فضفض معك بطريق الخطأ، وأقحمك فيما ليس من شأنك، وأخبرك عما يخص علاقته بوالدتك وأنه غير راض عنها، إلخ، فلا تستمر في قبول تكرار الأمر من والدتك.
ضع طاقتك وتفكيرك في الدعاء لهما يا عزيزي، وبرهما ما استطعت وفقط، بر والدك المتوفى بالتصدق عنه ، والدعاء له، وتذكره بالخير كوالد، وكذلك بر والدتك بالطبطبة عليها، وتلبية حاجياتها من السوق مثلًا، والاهتمام بها بحثها على رعاية صحتها، واصطحابها إلى الطبيب إن لزم الأمر، وزيارتها، ومهاداتها بما تحب، وهكذا.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
كيف أعرف أن الله لم يكتب لي الزواج؟اقرأ أيضا:
ذهبت إلى طبيب نفسي فطلب مني أن أكتب عن مشاعري.. فما الاستفادة من هذه الكتابة لعلاجي؟