مرحبًا بك يا عزيزتي..
لعله خير أن جعلك الله في القلب من هذه الأزمة، الصعبة، المؤلمة، لكنك أفضل من غيرك بالطبع، ولك أن تتخيلي أن ابنة أختك ذهبت بجهازها إلى احدى المحلات المتخصصة في اصلاح مثل هذه الأجهزة ووجد هذا الشاب الذي يصلح الجهاز؟!
هو قضاء وقدر أخف من آخر بكل تأكيد، ومع أنني أقدر تمامًا مشاعرك وموقفك يا عزيزتي إلا إنني أدعوك للنظر بواقعية لابنة أختك"المراهقة" بكل ما يحيط بها من ظروف، ذكرت بعضها، وأخرى لا أعلم عن تفاصيلها شيء ولكنها بالتأكيد ليست جيدة، وعلامة ذلك ما صدر عنها من سلوك منحرف.
ابنة أختك يا عزيزتي ليست ملاكًا، وليست نبتًا شيطانيًا، هي ابنة أختك التي أصبحت مطلقة، وعلاقتها غير جيدة بابنتها، وربما أيضًا بوالدها، وأخوها.
غالبًا لم تعش ابنة أختك طفولة جيدة في ظل علاقة والدية غير جيدة، سواء مع والدها أو والدتها، وربما نشأت في بيئة شجار وعلاقة زوجية غير سوية بينهم انتهت بالطلاق، هي طفلة حرمت من اشباع احتياجاتها النفسية من قبول وحب واهتمام وعطاء غير مشروط.
هذه الطفولة غير الجيدة امتدت عدم جودتها للمراهقة، هذه هي كل الحكاية!
لا أدعوك للموافقة والتهاون بشأن سلوك ابنة أختك، وإنما لتفهم الأمر، والتعامل بحكمة، وهدوء، ورحمة، وصبر، فهي مشكلة لن تحل بين يوم وليلة.
لاشك أن الهدف يا عزيزتي هو انقاذ هذه الفتاة، وابعادها عن طريق ما أسميتيه بالغواية.
لاشك أنها تحتاج إلى احتواء، وحسن معاملة، وتحسين علاقة، وهذا تستطيعينه ووالدتها وواجبكم، ولاشك أيضًا أنها تحتاج إلى تعافي وعلاج، وهذا موجود لدى معالجة نفسي، ماهرة، وثقة، تتواصلين معها وتتفقي معها على كيفية مناسبة لاقناع ابنة أختك بالذهاب إليها، فهذا السلوك المنحرف ما هو إلا عرض لشيء عميق بداخلها يحتاج إلى تنقيب لاخراجه ومعالجتها منه.
وإيقاف السلوك ممكن جدًا، ولكن المهم "التعافي" من الأصل، حتى لا تعود له ولا لغيره مرة أخرى.
وأخيرًا، ابنة أختك هي بالتأكيد يا عزيزتي لديها "معاناة" ما وهي مراهقة، متخبطة، تائهة، ولابد من وجود تعامل ايجابي من جهتك مع هذه الأزمة، والغمة، حتى تنقشع، مهما طال الوقت، تعامل مسئول وحكيم، بدون لوم ولا تعنيف ولا اطلاق أحكام، وفقد للثقة والأمل فيها.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.