توصلت دراسة جديدة إلى أن غالبية النساء يعانين من تقلبات مزاجية قبل فترة الدورة الشهرية، الأمر الذي يصفه الباحثون بأنه يمثل "مشكلة صحية عامة رئيسية على مستوى العالم".

وأظهرت الدراسة التي أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة فيرجينيا الأمريكية، أن 64 في المائة من النساء يعانين من هذه الأعراض التي تعطل حياتهن اليومية.

وقالت كبيرة مؤلفي الدراسة، الدكتورة جينيفر باين، مديرة برنامج أبحاث الطب النفسي الإنجابي في كلية الطب بجامعة فيرجينيا: "تظهر دراستنا أن أعراض الحالة المزاجية السابقة للحيض شائعة بشكل لا يصدق في جميع أنحاء العالم. الأهم من ذلك، ذكرت غالبية النساء أن أعراض ما قبل الحيض لديهن تداخلت مع حياتهن اليومية على الأقل لبعض الوقت".

وحلل الباحثون أكثر من 238 ألف رد على الاستبيان من نساء تتراوح أعمارهن بين 18 و 55 عامًا في 140 دولة باستخدام تطبيق يسمى (Flo)، والذي يساعد النساء على تتبع الدورة الشهرية والمزاج والأعراض الجسدية.

أعراض مختلفة تسبق الدورة الشهرية 

قالت أكثر من 85 في المائة من النساء اللاتي شملهن الاستطلاع، إنهن يعانين من الرغبة الشديدة في تناول الطعام، بينما تعاني حوالي 64 في المائة عن تقلبات مزاجية أو قلق، في المقابل شعرت 57 في المائة بالإرهاق.

وأشارت ما يقرب من 29 في المائة من المشاركات إلى أن أعراض ما قبل الحيض لديهن تداخلت مع حياتهن اليومية خلال كل دورة شهرية، بينما قالت حوالي 35 في المائة منهن إن هذه الأعراض تتدخل في بعض الأحيان.

وقالت باين في بيان صحفي للجامعة: "تباينت حالات الإصابة بالتقلبات المزاجية ما قبل الحيض وأعراض القلق بشكل كبير حسب البلد، من 35.1 في المائة في الكونغو إلى 68.6 في المائة في مصر".

شرود الذهن وانخفاض الرغبة الجنسية

وكانت المشاركات الأكبر سنًا أكثر عرضة للإبلاغ عن شرود الذهن، وانخفاض الرغبة الجنسية، وتغيرات النوم، وأعراض الجهاز الهضمي، وزيادة الوزن، والصداع، والتعرق أو الهبات الساخنة، والتعب، وتغيرات الشعر، والطفح الجلدي والتورم.

وقال الباحثون، وفقًا لوكالة "يو بي آي"، إن هذا "منطقي"، لأن العديد من هذه الأعراض مرتبطة أيضًا بانقطاع الطمث، وهو الوقت الذي تعاني فيه النساء من أعراض تشمل عدم انتظام الدورة الشهرية أثناء انتقالهن إلى سن اليأس.

وتأمل باين أن النتائج، التي نُشرت مؤخرًا على الإنترنت في "أرشيف الصحة العقلية للمرأة"، ستساعد النساء في الحصول على رعاية أفضل من خلال مساعدة مقدمي الرعاية الصحية على أن يصبحوا أكثر وعيًا بمدى تكرار تعرض النساء لهذه الأعراض.

وتابعت "هناك عدد من استراتيجيات العلاج المتاحة لعلاج أعراض ما قبل الحيض التي تتداخل مع أداء المرأة كل يوم. زيادة الوعي بمدى شيوع هذه الأعراض، وأنها إذا أثرت على الأداء الوظيفي، فإن هناك علاجات متاحة، ستساعد النساء على تحسين نوعية حياتهن".