عبادة الله تعالى لا كما يشتهي الناس بل هي متوقفة على دليل من الشرع الحنيف وبالتالي فلا تصح العبادة إلا بما شرع في القرآن وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.
قبر النبي:
وبرغم حبنا الشديد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإننا لا نعبده بل لا نتخذ قبره علامة للعباد لأنه لم يشرع بل تم التحذير من ذلك؛ فعن عائشة رضي الله عنهما: (لَمَّا نزَل برسولِ الله صلى الله عليه وسلم (المرض الذي مات فيه)، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً علَى وجْهِه، فإذا اغْتَمَّ كَشَفَها عن وجْهِه، فقال: وهو كذلك: لَعْنَةُ اللَّه على اليهود والنَّصارى اتَّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيائِهِمْ مَساجِد، قالت عائشة: يُحَذِّرُ ما صَنَعُوا) رواه البخاري.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم لا تجعل قبري وثنا، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) رواه أحمد. وفي رواية لأبي داود: (لا تجعلوا بيوتَكُم قبورًا، ولا تجعلوا قَبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ).
قال الشافعي رحمه الله: وأكره أن يُعَظَّم مخلوق حتى يُتَّخَذ قبره مسجدا، خشية الفتنة عليه وعلى من بعده".
سد الذرائع عن عبادة قبر النبي:
وقد أحسنت المملكة العربية السعودية في الحفاظ على قبر النبي حتى لا يتخذ وثنًا يعبد فقد بالغ المسلمون في سَدِّ الذريعة في قَبْر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعلوا حيطان تربته، وسدوا المداخل إليها، وجعلوها محدقة بقبره صلى الله عليه وسلم، ثم خافوا أن يتخذ موضع قبره قِبْلة - إذ كان مستقبل المصلين -، فتتصور الصلاة إليه بصورة العبادة، فبنوا جدارين من ركني القبر الشماليين، وحرفوهما حتى التقيا على زاوية مثلث من ناحية الشمال.
العبادة توقيفية:
والأصل المقرر عند أهل العلم أن العبادات توقيفية، فلا تثبت إلا بدليل شرعي، لما ثبت في صحيح البخاري وصحيح ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. ورواية مسلم عنها قوله صلى الله عليه وسلم: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد.