مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك.
من حقك الشعور بالونس والحضن والدفء في العلاقة مع ابنتك، بكل تأكيد، وما ذكرتيه يا عزيزتي هي احتياجات نفسية من حقك تمامًا، وربما تكون المشكلة أن ابنتك أصبحت تشبع احتياجاتها تلك من خلال الأصدقاء مثلًا بحسب طبيعة المرحلة العمرية لها، كمراهقة، ولم تعد كالسابق طفلة تشبع احتياجاتها النفسية من خلالك ووالدها.
احتياجاتنا النفسية يا عزيزتي تولد مع ولادتنا ولا تموت أو تنتهي إلا بالوفاة، ومصدر تسديدها أو اشباعها يختلف فقط من مرحلة لأخرى، فنحن أطفالًا نشبعها من خلال الأهل خاصة الوالدين، ثم في مرحلة المراهقة والرشد يتم هذا من خلال الأصدقاء، ثم من خلال شركاء الحياة من الأزواج.
فالحل هو ألا تتعاملي مع ابنتك في اشباع احتياجاتك النفسية كمصدر وحيد، وبحكمة، ويقظة أنها ابنتك وفقط، وستمنحك قدرًا من الاشباع وفق دورها كإبنة، لذا لابد لك من توسيع دائرة معارفك وأصدقائك والاقتراب من أهلك وأقاربك حتى لا تظلمي نفسك وابنتك وتثقلي عليها، وتطالبيها بدور ليس دورها أو طلبات فوق طاقته، مما يشعرها بالذنب ويشعرك بالحزن، وفي الوقت نفسه تخصصي يومًا في الأسبوع تقضونه معًا بدون أقارب ولا أصدقاء، تتناولون طعامكم معًا، تتنزهون، وتقضون يومكم فيما تحبون تشاركه معًا، وهكذا توازنين بين ما تمر به ابنتك في مرحلة المراهقة من شدة ارتباط بالأصدقاء وعلاقتك بها كأم، كعلاقة مهمة لا يجب أن تهمل أو تهمش.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.