أتفق معك يا عزيزتي أن الإقامة مع أهل الزوج أو الزوجة لها مشكلاتها، وتداعياتها، ولكن لكل مشكلة حل فلا تبتأسي، أو تتوقعي الشر قبل حدوثه.
أقدر معك بالطبع أن الأمر صعب بالفعل لأنك كنت صاحبة بيت ولك طريقتك في الحياة داخله، وإدارته، إلخ مما لا يتفق وطريقة عيش حماتك.
مغامرة هي بالفعل، لكنها اضطرارية، والحل في التعامل معها أن تفكري في المزايا والمنافع والمكاسب ، لا العيوب والأضرار والخسائر.
لابد أن يقف زوجك على قدميه مرة أخرى، ولا سبيل لتوفير مبلغ تأجير شقة سوي هذا الحل، فكري في الجو الأسري اللطيف الذي سينعم به أولادك وأنت وزوجك أيضًا، أحسب أنك تجيدين صنع " الليمونادة " وهي شراب حلو ومفيد يصنع من الليمون اللاذع، أليس كذلك؟!
إن هذه هي مهمتك الآن، أن تصنعي من الليمون المرشرابًا حلوًا، ( عصبية حماتك وتسلطها ) ، ( كونك صاحبة بيت وتعودت على وضع معين لكنه تغير) هو المر، لكنه وضع ( مؤقت ) وسيمر، وحماتك في نهاية الأمر ( مسنة ) أي( ضعيفة ) وأنت أم شابة، ناضجة، قوية، ولابد أن تكون قد تراكمت لديك خبرة التعامل مع تقلبات الحياة وتحدياتها.
اكسبي ود حماتك، واصبري إن واجهت صعوبات، وتذكري أنك تتعاملين مع شخص مسن ضعيف، بره واجب وثوابك عليه عظيم، وربما كانت هذه اللقطة ( المنحة ) الربانية في قلب هذه ( المحنة ).
فيما عدا ذلك فمن حقك أن يكون هناك ( خصوصية) خاصة لعلاقتك بزوجك، ( خصوصية ) لوقت راحتك، لابد أن يكون هناك حدودًا، ولو طبقت ذلك منذ البداية بحسم فلن يتخطاه أحد.
اندمجي بحرص، لابد أن يحدث الإندماج والإنسجام لحياة طيبة مع أهل زوجك، ولكن بـ (حرص ) بحيث لا يؤثر الإندماج قدر الإمكان على طريقة تربيتك لأولادك مثلًا قدر المستطاع.
ولأنه لا وضع ولا علاقة ولاشيء مثالي في هذه الحياة، فلابد أن تتجهزي بحكمة ودبلوماسية و ( نية ) حسنة للتعامل لدى حدوث أي مشكلة.
وأخيرًا ( علاقتك بزوجك ) هي صمام الأمان، لابد أن يثق كلا منكم في الآخر، ويحترم كلاً منكما الآخر خاصة أمام الأهل، فلايسمح هو بغيبتك ولا تسمحين أنت لأحد باغتيابه، لابد أن يشعر الجميع أن هذه العلاقة ليست منفذًا للعب عبره، وأنكما شخص واحد ( يحب ) هذه العائلة بأكملها، ويهمه إسعادها، ويبذل ما وسعته طاقته لأجل ذلك.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
هل أنت ممن يعيشون "نصف" حياة؟!اقرأ أيضا:
أضرب أولادي حتى يغشى عليهم.. ماذا أفعل؟