ربنا سبحانه وتعالى عندما خلق الخلق أمرهم بخوفه وبرجائه سبحانه وتعالى، وبين لنا الكتاب كيف نخاف الله ونحن نحبه وهو أرحم الراحمين ، فلما بدأنا ؛ بدأنا بالرحمة حتى تطمئن قلوبنا ،ثم بين لنا كيف نرجوه ولا نرجو سواه ،وكيف ننظر في أنفسنا حتى يتبين لأحدنا أنه يرجو الله يقول ربنا سبحانه وتعالى : " إنَّ الَذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً * قُل لَّوْ كَانَ البَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي ولَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً * قُلْ إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إلَيَّ أَنَّمَا إلَهُكُمْ إلَهٌ واحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً ولا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً" ،
وفي هذا السياق يقول ربنا سبحانه وتعالى : " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾ يقول ربنا سبحانه وتعالى : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ".
عن مقام الرجاء وفضائله قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر :ربنا سبحانه وتعالى يمدح من رجاه ،ومن يرجو ربه فلابد أن يؤمن به ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ،ومن يرجو ربه لا بد أن يقوم بالعمل الصالح ،وأول العمل الصالح ذكر الله وفعل الخيرات وأن تنفروا لله رب العالمين فيها " وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"
ومضي جمعة للقول في صفحته علي شبكة التواصل الاجتماعي "من أراد أن يرجو الله سبحانه وتعالى دون سواه فلابد أن يتبع الحبيب المصطفى والنبي المجتبى ﷺ ويجعله أسوة حسنة له في حياته الدنيا " فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً"
ولابد علي من يرجو لقاء ربه أن يعمل عملا صالحا والكلام مازال للمفتي السابق لجمهورية مصر العربية يصدع بالحق " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"
وأضاف : هؤلاء هم الذين كانوا أسوة حسنة لنا بأمر ربنا إن كنا نرجوه أن نصدع بالحق وألا نخاف في الله لومة لائم وأن نسمي الأشياء بأسمائها ، أن نأمر بالمعروف وأن ننهى عن المنكر بعد إيماننا بالله .. أن نصدع بالحق هو من فعل الخيرات الصالحات ،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عليه تقوم الأمم وتقوم بقاء الحضارات.
لذا لذا فعل كل مؤمن يرجو لقاء ربه أن بالله وحده لا شريك له ، وليتخذ نبيه ﷺ أسوة حسنة "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ" وأن يخرج الدنيا من قلبه ويتوكل على ربه ، ويذكره كثيرا في الغدو والآصال ، فضلا عن المسارعة إلى فعل الخيرات ، وليكن ربنا سبحانه وتعالى هو الأول والآخر عنده كما سمى نفسه سبحانه وتعالى ؛ إذا فعلت ذلك فأنت ترجو الله ، وإذا غاب عنك شيء من هذا فلتتهم نفسك ولتتق ربك ولتبادر بالعودة والمغفرة إليه.